سفير الصين يكشف 7 دوافع وراء متانة العلاقات بين القاهرة وبكين.. تعرف عليها
أكد لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة على تحقيق نتائج تعاون مثمر وتقدم في مختلف المجالات مع مصر منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية منذ 65 عاما والتي تقوم علي أساس الاحترام المتبادل والتعاون والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة ، مشيرا إلى أن التعاون العملي شهد نتائج مثمرة وأصبحت مصر شريكا وصديقا موثوق به يدعمان بعضهما البعض.
وأضاف سفير الصين بالقاهرة- في مؤتمر صحفي عقده عبر البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك) اليوم الخميس- أن مصر أول دولة عربية وأفريقية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية وكانت مصر أول دولة أفريقية يقوم بها شو إن لاى رئيس الوزراء الصيني الأسبق بزيارتها في أول جولة إفريقية له عام 1963.
كما تم تأسيس أول مركز ثقافي صيني في مصر عام 1992 وكانت مصر أول دولة تعرض فيها مواد صينية في التليفزيون المصري.
وأفاد بأن العلاقات الثنائية رفعت عام 2014 إلى مستوي العلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة وشهدت العلاقات خطوات سريعة وشاملة منذ عام 2016 مع التوقيع علي البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من عام 2016 إلي عام 2020 ، مؤكدا أن بكين تضع مصر في مكانة هامة في الدبلوماسية الصينية والعلاقات بين البلدين تعد نموذجا يحتذي به لدول العالم.
وقال سفير الصين بالقاهرة إن هناك سبعة دوافع وراء المستوي العال للعلاقات بين مصر والصين، أولا تمثل دعم ورعاية القيادة السياسية في كلا البلدين والتي كانت القوة المحركة للعلاقات منذ 65 عاما ، مضيفا أن السنوات الماضية شهدت 9 قمم رئاسية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وشي جين بينج وهناك صداقة شخصية عميقة بينهما.
ولفت إلى أن الرئيس الصيني زار القاهرة في عام 2016 والتي شهدت التوقيع علي البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة ومذكرة تفاهم للتشارك في بناء مبادرة الحزام والطريق ويتم حاليا الإعداد للبرنامج التنفيذي الثاني خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2025 ، مشيرا إلى قيام الرئيس السيسي بزيارة الصين 6 مرات في مناسبات عديدة من بينها حضور قمة مجموعة العشرين وقمة الحزام الطريق وقمة التعاون الصيني – الإفريقي.
كما هناك اتصالات هاتفية ورسائل بين الرئيسين منذ تفشي جائحة كوفيد -19 وقد شارك الرئيس السيسي القمة الاستثنائية لتضامن الصين مع الدول الإفريقية .
وأضاف أن الخصوصية الثانية هي إقامة مجتمع مستقبل المشترك في العصر الجديد ، مشيرا إلى زيارة وزير الخارجية الصيني للقاهرة في يناير عام 2020 ، حيث تم التأكيد على أهمية ترقية العلاقات بين البلدين التي أصبحت نموذجا يحتذي به للعلاقات الصينية – الأفريقية والصينية – العربية
وأوضح أن الخصوصية الثالثة هي مصر والصين تدعمان بعضهما البعض في المحافل الدولية والإقليمية وتدعم بكين الجهود المصرية للحفاظ على السيادة الوطنية وسلامة أراضيها واستشكاف الطرق التنموية التي تتناسب معها ، بينما تدعم مصر مبدأ الصين الواحدة وفيما يتعلق بوضع هونج كونج وتايوان، فضلا عن دعمها في عدم التدخل في الشئون الداخلية بذريعة حقوق الانسان وتلتزم القاهرة وبكين بالحفاظ على النظام الدولي المتمحور حول الأمم المتحدة وتعددية الأطراف والدفاع عن المصالح المشتركة والعدالة والانصاف.
وأكد على وجود توافق متطابق فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية خاصة القضية الفلسطينية ، مشيرا إلى الاتصال الهاتفي بين مبعوث الصين للشرق الأوسط مع مسئول من الخارجية لبحث تهدئة الوضع المتصاعد بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الأيام الاخيرة الماضية.
كما أكد على أهمية مصر لكونها مقر لجامعة الدول العربية وتلعب دورا هاما في تعزيز التعاون الصيني – العربي ، لافتا إلى التوقيع في مارس الماضي على مبادرة التعاون في مجال أمن البيانات بين الصين وجامعة الدول العربية.
وأفاد بأن الخصوصية الرابعة للعلاقات بين البلدين تشمل التعاون العملي المثمر في مختلف المجالات من بينها الغزل والنسيج وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة والتعدين والبتروكيماويات والذكاء الاصنطاعي ، مشيرا إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لمصر منذ عام 2013 وقد بلغت التجارة الثنائية 5ر14 مليار دولار عام 2020 ، مسجلة رقما قياسيا جديدا بالرغم من جائحة كوفيد -19 .
كما بلغت التجارة بين البلدين خلال الربع الأول من هذا العام 18ر4 مليار دولار بزيادة تقدر بـ 1ر32 في المائة علي أساس سنوي، بينما بلغت الاستثمارات الصينية الجديدة في مصر 190 مليون دولار عام 2020 ، بينما وصلت الاستثمارات الصينية الجديدة في الربع الأول من هذا العام 83 مليون دولار بزيادة تقدر بـ 134 في المائة على أساس سنوي.
وأوضح السفير الصيني أن التعاون الثنائي يشمل تنفيذ المشروعات في المنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في عين السخنة ( تيدا ) وحي الأعمال والمال في العاصمة الادارية الجديدة والقطار الكهربائي في مدينة العاشر من رمضان ، مشيرا إلى المشروعات الجديدة وهي إقامة الابراج السكنية في مدينة العلمين الجديدة ومشروع تصنيع السيارات الكهربائية في مصر.
ونوه إلى تطور التعاون في مجال التعليم والذي يشمل توفير المنح الدراسية للطلاب المصريين للدراسة في الصين، فضلا عن التوقيع على مذكرة تفاهم لتدريس اللغة الصينية كلغة ثانية في التعليم ما قبل الجامعي في مصر ، مضيفا أنه هناك 24 جامعة مصرية تدرس اللغة الصينية، فضلا عن معهدين لكونفوشيوس و5 فصول دراسية لتدريس اللغة الصينية لحوالي 50 ألف دراس بجانب تنظيم المركز الثقافي الصيني فعاليات ثقافية كثيرة .
وعن التعاون التكنولوجي، قال سفير الصين بالقاهرة إن بكين توفر المنح الدراسية للعلماء المصريين من الشباب للدراسة في المعاهد الصينية وكذلك إنشاء مركز تركيب واختبار الاقمار الصناعية في مصر وقيام شركة هواوي في مصر بتوفير أفضل المنتجات التكنولوجية ، لافتا إلى أن مصر أصبحت من أهم المقاصد السياحية للسائحين الصينيين منذ عام 2018 ، حيث بلغ عددهم نصف مليون سائح.
وأفاد بأن الخصوصية الخامسة هي تضامن وتكاتف مصر والصين لبعضهما البعض ويتجلي هذا خلال فترة تفشي وباء كورونا، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أرسلت رسائل تضامن للصين وأوفد الرئيس السيسي وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد لبكين لإظهار التضامن وردت بكين الجميل بتقديم 4 دفعات من المساعدات الطبية وبروتوكول العلاج الطبي أول بأول وعقد 10 ندوات افتراضية بين الخبراء المصريين والصينيين .
كما قامت بكين بإهداء مصر مليون جرعة من اللقاح الصيني وشرائها مليون ونصف جرعة وقد وصل إلى مصر من أيام قليلة المواد الخام لتصنيع اللقاح سينوفاك لمصر يكفي لإنتاج مليوني جرعة.
وقال إن الخصوصية السادسة ترتكز حول التعاون بين الأحزاب المصرية والصينية وفتح قنوات اتصال بين الجانبين ، مشيرا إلى اللقاءات الافتراضية بين الجانبين من بينها المباحثات بين رئيس اللجنة الوطنية لنواب الشعب الصيني مع رئيس مجلس النواب المصري وكذلك المباحثات بين رئيس مجلس النواب مع رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
وأضاف أن الخصوصية السابعة تنبع من كون أن مصر والصين تعدان حضارتين كبيرتين وتؤمنان بالتعايش السلمي ، معربا عن ثقته عن المستقبل الزاهر للعلاقات بين القاهرة وبكين بذلك الدعم الشخصي للرئيسين السيسي وشي جين بينج ، مشيرا إلى مواصلة بكين العمل على دعم العلاقات السياسية مع مصر وترقيتها ومواصلة التعاون العملي في إطار الحزام والطريق وتشجيع الشركات الصينية على العمل في السوق المصري واستمرار دعم الصداقة بين الشعبين المصري والصيني والتبادل الثقافي والتعليمي ودعم التعاون في الشئون الدولية والإقليمية.