الموت لا يقترب من الموهبة.. عاش سمير غانم
وكأن وجود سمير غانم على فراش المرض في حالة خطيرة بعد إصابته بفيروس كورونا اللعين، لم يكن كافيًا لتمهيد الأمر.. وفاته تسببت في صدمة عنيفة لمئات الملايين من عشاقه الذين لم يجدوا من يكذب الخبر!
رحل سمير غانم، لكن الموهبة تبطل مفعول الفناء، تتخطى محنة الموت، وتبقي صاحبها على قيد الأبد في زمرة الخالدين ممن ساهموا في صناعة البهجة على مر الأزمان.
رحل فنان كبير كان قادرًا على إضحاك طوب الأرض دون أن ينطق بكلمة، نظرة من سمير غانم تهتز لها الأبدان.. حركة صغيرة تصدر منه.. مقطع صوتي غير مفهوم.. إشارة من يده أو كتفه أو قدمه تصنع حالة حلوة من السخسخة.. كل جزء في سمير غانم بمثابة فنان كوميدي قائم بذاته، حتى اسم سمير غانم مجردًا على التتر يزغزغ المشاهدين فيبتسمون في رضا، استعدادًا للدخول في حفلة ضحك.
لم يعتصر الحزن قلوب المصريين بسبب أن سمير غانم كوميديان فلتة (بلا بديل)، ولكن لأن الرجل كان قاتلا للهموم، وطاردًا للنكد والعكننة، وحاملًا لمفتاح الفرحة، وصانعًا للبهجة على وجوه أفراد الأسرة، يلجأ الجميع لمشاهدة أعماله حتى يحميهم من الاكتئاب ويهديهم تلك الطاقة الإيجابية التي تساعدهم على تحمل أعباء الحياة.
رحل «المهوّناتي» العظيم، بعد أن ترك لنا ميراثًا كبيرًا يحتوي على مئات الأعمال المسرحية والسينمائية والدرامية، جسد فيها مختلف الشخصيات بأسلوبه الفريد.. رحل بعد أن رسم بصمة لا يمكن تقليدها في تاريخ الفن على مدار عشرات السنين حافظ من خلالها على التواجد في المقدمة بجانب الكبار.
مات سمير غانم.. الدوام لله.