الخواجة محمد الطيب.. بريطاني متصوف يعيش في الأقصر
في تلك السنة يقضي شهر رمضان الثالث عشر له في الأقصر منذ أن قدم إلى المدينة السياحية عام 2009 في رحلة سياحية عابرة، لكنه كأي فنان فياض المشاعر اجتذبته المدينة الساحرة بقصورها ومعابدها وجوها الرائع ومناظرها البديعة الخلابة فضلا عن الهدوء والصفاء الروحي التي يبحث عنها ولطالما حلم بها في بلده بريطانيا.
براين فيلين أو محمد الطيب كما سمى نفسه نسبة للشيخ الطيب، يعيش بقرية البعيرات غربي الأقصر، كأي مواطن أقصري، يرتدي الجلباب والعمامة ولا تفرقه عن أي أحد هناك سوى لكنته العربية "المكسرة".
متصوف، يعمل فنانا تشكيليا، وجد في الأقصر وتحديدا في قرية البعيرات المجاورة للنيل بيئة خصبة ملهمة لرسوماته، يقضي يومه في رمضان كأي مسلم يتناول الإفطار والقهوة، ثم يمضي المساء في الصلاة في النادي والذكر مع مجلس الشيخ الطيب، ثم العودة إلى المنزل للنوم لبضع ساعات قبل السحور.
بجانب هواية الرسم يعشق الطيب مجالس الذكر والمديح والانشاد الديني فلا تجد مولدا أو حلقة ذكر في الأقصر، إلا وتجده هائما فيها، يتمايل طربا مغلقا عينيه يذكر الله، كما أنه صديق دائم لكافة المداحين المشهورين كالشيخ ياسين التهامي والشيخ أمين الدشناوي والشيخ عليوة وغيرهم، يحفظ كافة المدائح وهو أحد الرواد الدائمين لساحة الشيخ الطيب يحضر يوميا مجلس الذكر على مدار العام.
منذ أن أقام في الأقصر وهو لا يقصر في أداء الواجبات والوقوف مع جيرانه في الأحزان والمسرات ويسأل عنهم إذا غابوا ويعودهم إذا مرضوا يتمتع بمحبة الجيران يعتبرونه كواحد منهم كما أنه يساعد الفقراء والمحتاجين.
منذ أن وطئ الأقصر واندهش بجمالها قرر عدم العودة مجددا لبريطانيا ويقول دائما هذا قدري الذي طالما حلمت به، حتى وقت قيام الثورتين في مصر لم يفكر في العودة ولم يشعر بالقلق أو الذعر وكان يقول دوما إن الله سيحمي مصر.
يشبهه الناس هنا بقصة الخواجة عبدالقادر والتي جسدها الفنان يحيي الفخراني في أحد المسلسلات.
وعند سؤاله عن الفرق بين بلده بريطانيا ومصر، يقول إن بريطانيا بلد متقدم فعلا لكنه مجتمع جاف المشاعر مادي، بعكس مصر وتحديدا الصعيد والأقصر فهنا الناس مترابطون يحبون بعضهم، يشعرون ببعضهم البعض يساعدون المحتاج يحمون الغريب الناس هنا على الفطرة السليمة لم يلوثوا بعد.