«المسار الإفريقي تعثر».. نص تصريحات وزير الخارجية خلال مؤتمر «لافروف»
أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مصر سعت على مدار العقد الماضي؛ للتوصل إلى حل بخصوص سد النهضة من خلال عملية تفاوضية وبذلت جهودا كبيرة في هذا الشأن، وأبدت مرونة كبيرة متصلة بهذا الموضوع مراعاة للمصالح الإثيوبية والسودانية وتحقيق مصالح كافة الأطراف بشكل متساو ودون الإضرار بدولتي المصب أو الانتقاص من حصتهما المائية، وهذا الأمر وجودي بالنسبة لدولتي المصب ولا يمكن أن يتم التعامل معه في إطار المفاوضات عندما يتخذ أحد الأطراف إجراءات أحادية إذ أن الإجراءات الأحادية لا تستقيم مع الوصول إلى حلول ولا تستقيم مع استمرار المفاوضات لأنها تقوض من هذه المفاوضات ولا تجعل لها مضمونا نستطيع أن نسير عليه.
وقال شكري - ردا على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده اليوم الاثنين مع نظيره الروسي سيرجي لافروف - إن روسيا لها القدرة في إطار علاقاتها الثنائية لأن تؤكد لكافة الأطراف رأيها في هذا الأمر لضرورة التوصل إلى حل لأننا نجد أن المسار الإفريقي الذي اعتمدنا عليه والذي آتى اتصالا بلجوء مصر إلى مجلس الأمن العام الماضي للأسف يتعثر نظرا للتعنت الإثيوبي.
وأشار إلى إننا نعول على العلاقات التي تربط روسيا بالدول الثلاث وقدرتها بما لديها من تأثير ومركز دولي مرموق لأن تدفع نحو الامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية تفرغ الأساس وهو التوصل إلى حل من خلال المفاوضات التي تبدي مصر بوجود إرادة سياسية قوية لديها لتحقيق هذا الأمر.
وأشار وزير الخارجية سامح شكري، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، إلى أنه وجد من نظيره الروسى تفهما لأهمية قضية سد النهضة بالنسبة لمصر وللشعب المصري، حيث أعرب عن استعداد موسكو للتنسيق للتوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا وينزع فتيل الأزمة ويعفى من أى عواقب أو إجراءات أحادية تتخذ وتؤدي إلى تأثير ضار على المصالح المائية لدولتى المصب (مصر والسودان).
وقال شكرى "سنستمر في التنسيق الوثيق مع روسيا التي لها دور مركزي باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن، بالإضافة إلى كونها دولة لها إمكانياتها وتأثيرها على الساحة الدولية". ومن جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي أن مباحثاته مع شكري تناولت التعاون بين البلدين في إطار اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي تم توقيعها عام 2018 أثناء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا، كما تم بحث العلاقات الثنائية بشكل مفصل في كافة المجالات.
وقال إنه "تم التشديد على أنه بالرغم من المعوقات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا المستجد إلا أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا، بالإضافة إلى استمرار الاتصالات بين الجانبين لتنفيذ المشروعات المشتركة في كافة المجالات".
وأشاد بجهود اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني، والتي ستعقد اجتماعها الدوري في روسيا خلال العام الجاري، مشيرا إلى أنه تم استعراض سير تنفيذ المشروعات المشتركة الكبيرة، وفي مقدمتها مشروع بناء المحطة النووية بالضبعة، وإقامة المنطقة الصناعية الروسية في مصر بالإضافة إلى المشاريع التي يتم العمل عليها في مجال بنية التحتية للنقل ومشاركة الشركات الروسية في تطوير بعض القطاعات للبنية التحتية للسكك الحديدية في مصر.