رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وزير الأوقاف: الحوار البناء لا يعرف التعصب الأعمى

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الحوار البناء هو الذي يهدف إلى التفاهم والتلاقي على مساحات مشتركة، وأهداف إنسانية عامة لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون، أو الجنس، أو القبيلة، فتحقيق المواطنة لا يقتضي التعايش بين أصحاب الديانات المختلفة فحسب وإنما يقتضي أيضًا إعطاء الجميع نفس الحقوق والفرص وفي مقدمة ذلك الاهتمام بالمرأة.

وأوضح وزير الأوقاف في كلمة له أمام المؤتمر العام الحادي والثلاثين" حوار الثقافات والأديان" الذي تنظمه وزارة الأوقاف تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدى يومي 13 و14 مارس الجاري بمشاركة 75 شخصية عالمية يمثلون 35 دولة من مختلف دول العالم، أن الحوار البناء يتطلب إنصاف الآخر، فإنصاف الآخر هو منهج القرآن الكريم قال تعالى : وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فالدين قائم على إنصاف الآخر، ويعني تسامح كل طرف عن بعض ما يراه حقا له، ليتسامح له الآخر في بعض ما يراه حقًا .

وأضاف وزير الأوقاف، أن الحوار البناء لا يجعل من المتغيرات ثوابت، ولا من الثوابت متغيرات، فمن جهة لا يفرط في ثوابتنا العقدية، ومن جهة أخرى لا يقدس غير المقدس ولا يعرف التعصب الأعمى، ولا يرمي الناس بالإفك والبهتان ولا يقابل الحجة بغير الحجة .

وقال وزير الأوقاف، إن من أبجديات الحوار حسن الاستماع للآخر، وعدم مقاطعته، أو إبداء عدم الرغبة في سماعه، أو التأفف من كلامه، أو الإشاحة في وجهه، أو إظهار التبرم منه غمزًا، أو لمزًا، أو تهكمًا، أو حتى تبسمًا ساخرًا ينم عن عدم تقدير المحاور، أو إظهار عدم الاقتناع بما يقول تهوينًا لشأنه، ناهيك عن ارتفاع الصوت واشتداد الصخب والجلبة، فضلا عن سوء الأدب في الحوار والخروج عن الموضوعي إلى الشخصي .

وتابع قائلا : كل ذلك شيء والحوار شيء آخر، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى لسيدنا موسى وهارون (عليهما السلام) : اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى، فأمرهما الحق سبحانه وتعالى أن يقابلا طغيان فرعون بالحكمة والموعظة الحسنة، والقول اللين الحسن، وألا يقابل طغيانه وجبروته بمثل فعله أو لغته .

وانظر إلى أدب أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في محاورته لوالده، حيث يقول والده : لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا، فيجيبه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في غاية البر والأدب : سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا، وفي الحوار الذي دار بينه وبين نمرود بن كنعان كما حكى القرآن الكريم على لسانه : قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ، وهنا لم يرد عليه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بالنفي المباشر، إنما انتقل إلى أمر آخر قائلًا : فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ، وكأنه يقول له إن كنت تحيي وتميت حقًا كما تقول فأت بالشمس من المغرب بدل المشرق، فبهت الذي كفر.

وأشار الى ان أخطر ما يعوق الحوار أمران هما : الأدلجة والنفعية ؛ فأما الأدلجة فإن العالم أو الكاتب أو المحاور المؤدلج تحمله عصبيته العمياء للجماعة التي ينتمي إليها إما على عدم رؤية الحق، وإما على التعامي عنه، إذ يمكن لأحدهم أن يحاورك أو يجادلك أو يقبل نقاشك في مفهوم آية من كتاب الله (عز وجل) أو حديث صحيح من سنة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا يقبل منك أن تحاوره أو تناقشه أو تراجعه في كلام مرشده المقدس لديه.

وأما النفعيون والمتاجرون بالأديان والقيم والمبادئ فلا يدافعون أبدًا عن الحق، ولا ينتظر منهم ذلك، إنما يدافعون عن مصالحهم ومنافعهم فحسب ولا شيء آخر.

عاجل