قال الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر ونائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن التعارف والتعاون والاندماج السلمي من أهم أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عُقد اليوم الخميس وهو لقاء شهري لبرنامج (سفراء الأزهر أونلاين) تعقده المنظمة العالمية لخريجي الأزهر على صفحتها الرسمية عبر الفيس بوك بعنوان (حوار السلام والطمأنينة)، والذي جمع بين قيادات المنظمة والرهبنة الفرنسيسكانية والكنيسة الكاثوليكية؛ لتفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي أقرها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس إدارة المنظمة، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
وأضاف المحرصاوي: "أن برنامج سفراء الأزهر يأتي في إطار خطة المنظمة لوضع آليات بغرض زيادة الوعي الفكري، خاصة فيما يتعلق بضرورة التعايش بين أبناء الوطن الواحد على أسس ومبادئ مشتركة"، منوهًا بخطورة الإرهاب كونه سببا في الفتك بالمجتمعات، وتشويه صورة الأديان.
وأوضح أن هذا اللقاء يعمل على تفعيل مبادئ الوثيقة الإنسانية التي هي بمثابة دعوة للاندماج والتعايش السلمي، ونشر ثقافة التسامح، ونبذ العنف والكراهية، واحترام العقائد.
ومن جهته، قال الأنبا باخوم مسئول اللجنة الأسقفية للإعلام بمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: "إن اجتماع اليوم بقيادات المنظمة يهدف إلى وضع خطة عمل مشتركة لتفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان، والتي نادت بتحقيق أسس ومبادئ إنسانية تنبع من إيمان عميق بالله الواحد".
وأضاف: "أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، فضلًا عن كونها تشجع على الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، وكلها معاني نلتقي عليها جميعًا".
وأكد أن هذا اللقاء يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الإنسانية المشتركة، واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان.
وبدوره.. قال أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة: "إن وثيقة الأخوة الإنسانية ترسخ قيم التعايش وحسن التعامل مع الآخر، حيث أن المنظمة اتخذت خطوات عملية في هذا الصدد حيث أصدرت مجموعة من الكتيبات التي تفند الأفكار المغلوطة، وتعمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر".
ومن جانبه.. قال الدكتور نظير محمد عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: "إن وثيقة الأخوة الإنسانية تُعد منجزًا من منجزات العصر الحديث، ومن أهم بنودها تبرئة جميع الأديان من الإرهاب، والتركيز على القواسم المشتركة بين البشر"، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يعد خطوة من جملة الخطوات العملية التي تساهم في تفعيل بنود هذه الوثيقة.
ومن ناحيته.. أكد الأب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية أن هذه الوثيقة علامة فارقة في تاريخ العلاقات الإنسانية بشكل عام؛ لأنها ترسخ لقيم السلام وتبث روح التآخي، مشيرًا إلى أن تاريخ العمل على نشر روح التآخي وتثبيت القيم الإنسانية هو تاريخ طويل في حياة البشرية.
وأوضح أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لعب دورًا هامًا في هذا الصدد منذ فترة طويلة؛ إيمانًا منه بأن التعددية والاختلاف حكمة إلهية خلق الله البشر عليها.
ومن جهته.. أشار الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة إلى أن هذا اللقاء تبرز من خلاله معانٍ قيمة من أبرزها تماسك اللحمة الوطنية، وعقد العزم على تفعيل مبادئ هذه وثيقة الأخوة الإنسانية ، مؤكدا أن مصر تقدم نموذجًا فريدًا في التعايش بين أبنائها جميعًا.