«لم يكن نوبيا ولا حتى أسمر».. معلومات لا تعرفها عن علي الكسار في ذكرى وفاته
لم يكن علي الكسار، نوبيا كما يعتقد الجميع ولم يكن أيضا أسمر اللون بل كان يقوم بصباغة وجهه بخلطة يصنعها بنفسه قبل أن يطل على جمهوره كل ليلة في شخصية "عثمان عبدالباسط".
في حي السيدة زينب، ولد الكسار يوم 13 يوليو 1887، واسمه الحقيقي على خليل سالم، فيما أخذ اسمه الفني من عائلة والدته (زينب على الكسار)، اعترافا لها بالفضل حيث ضحت بالكثير وباعت الفرن الذي تملكه من أجل أن يحقق ابنها علي حلمه بالعمل في مجال الفن.
عمل في بداية حياته بمهنة والده (سروجي) قبل أن يتجه للعمل مساعد طباخ مع خاله، ليختلط بالنوبيين ويتقن لهجتهم..
دخل الكسار، في منافسة حامية مع نجيب الريحاني وابتدع شخصية النوبي (عثمان عبدالباسط) لمنافسة شخصية (كشكش بيه) التي كان يقدمها الريحاني، ونجح لدرجة جعلت الريحاني يقول في مذكراته: «فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح الفرقة، ورأيت أن كازينو دي باري المجاور لنا والذي تديره مدام مارسيل، ويعمل به الأستاذ علي الكسار».
في يناير 1919 أنشأ علي الكسار، فرقة مسرحية خاصة حملت اسمه وكانت تقدم عروضها على مسرح «الماجيستيك» وضم إليها العديد من فناني عصره أبرزهم صديقه بشارة واكيم، ومن الملحنين سيد درويش، وزكريا أحمد، وكامل الخلعي وداود حسني، وسافرت الفرقة إلى العديد من البلدان العربية لتقدم عروضها.
أحبته الفنانة زكية إبراهيم، التي كانت تجسد دور حماته في معظم أفلامه، وبالرغم من أنه لم يتزوجها، إلا أنها كانت تغار عليه كثيرا، ويقال أنها كانت سببا في مغادرة الفنانة الشابة وقتها ماري منيب من الفرقة بسبب غيرتها منها.
اختلفت شخصية الكسار في المنزل، حيث كان مهيبا، يخشاه الكبير والصغير، قليلا ما يضحك، ولم يكن أحد يجرؤ أن يدخل عليه حجرة نومه إلا بعد أن يطرق الباب ويأذن له بالدخول، وكان يعيش حياة بسيطة، فكثيراً ما كان يدخل المطبخ ليصنع الفتة باللحمة والعاشوراء.
لقّب بالمليونير الخفي، لأنه كان يمتلك ثروة كبيرة جدا ولكنه كان يفضل الحياة البسيطة حيث ظل يعيش في نفس الحارة طوال حياته ثم انتقل لمنزل بسيط أيضا في حي شبرا.
وتوفى في مثل هذا اليوم بمستشفى القصر العيني، عام 1957 عن عمر ناهز الـ69 عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستاتا.