داخل كيان وهمي.. نصاب المنوفية يبيع شهادات الليسانس والبكالوريوس والدراسات العليا
لم يكن نصاب المنوفية، في حاجة إلى أكثر من موبايل وإعلان مكتوب على ورق تصوير، يوزعه على الناس، عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، أو يلصقه على أسوار المدارس والمؤسسات، ليأتيه الزباين حتى «يلعب بالفلوس لعب».
أما الإعلان فقد كان مكتوبا فيه اسم أكاديمية وهمية تمنح شهادات جامعية موثقة، وحتى يضمن اصطياد الزبائن «السقع»، أكد أن هذه الشهادات تمكن صاحبها من العمل بمؤسسات كبرى في الداخل والخارج.
ومن خلال شقة في الدور الأرضي بشبين الكوم، لا يوجد بها أكثر من مكتب وعليه جهاز كمبيوتر، استطاع النصاب أن يحتال ويجمع الأموال من الشباب في مقابل شهادات مزورة، يبلوها ويشربوا ميتها.
لم يستغل الرجل حاجة الشباب إلى العمل فقط، ولكنه لعب أيضا على حملة الدبلومات والإعدادية وهو يسلمهم شهادات عالية وضعوها في برواز وعلقوها على الحائط، ونشروها على صفحاتهم الشخصية بـ«فيسبوك» وهم يتباهون أنهم من حملة الليسانسات والبكالوريوسات، والدراسات العليا.
جنى النصاب، أرباحا طائلة وهو يظن أنه بعيد عن أعين الداخلية، إلا أن تحريات فرع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بوسط الدلتا كانت متيقظة وألقت القبض عليه.
وتبين من التحريات أن المحتال حاصل على بكالوريوس تجارة، ومقيم بمحافظة المنوفية، ويقوم بإدارة كيان تعليمي وهمي "بدون ترخيص" بدائرة مركز شرطة شبين الكوم، اتخذه مقراً لممارسة نشاطه الإجرامي في الاحتيال على المواطنين من راغبي الحصول على الشهادات الجامعية وترويجه شهادات جامعية "مزورة" منسوب صدروها لجامعات حكومية.
وكان النصاب يوهمهم بأن الشهادات التي يحصلون عليها تمكنهم من الالتحاق للعمل بالهيئات والمؤسسات الكبرى بالداخل والخارج، كما قام بتنظيم دورات تدريبية وهمية لاستقطاب العديد من الأشخاص مقابل مبالغ مالية.
وتم ضبط النصاب عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن المنوفية حال تواجده بمقر الأكاديمية.
وعُثر على العديد من المضبوطات وهي: (مجموعة من الكارنيهات بأسماء أشخاص مختلفة مسنوبة لذات الأكاديمية- عدد من شهادات الخبرة المنسوب صدورها لذات الأكاديمية خاليةمن البيانات ومعدة للتزوير - استمارات وإقرارات إلتحاق بأسماء أشخاص مختلفة – دفتر تحصيل رسوم – مجموعة كبيرة من الدعاية والإعلان للأكاديمية المشار إليها – هاتف محمول، بفحصه تبين أنه محمل على محادثات بينه وبين راغبي التعامل مع الأكاديمية)، إضافة إلى (جهاز حاسب آلي "بفحصة فنياً تبين أنه محمل ببرامج "فوتوشوب" لتعديل الشهادات وطباعة الكارنيهات وكذا بعض الشهادات المزورة")، وبمواجهته أقر بنشاطه الإجرامي على النحو المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.