ظاهرة فلكية بالأقصر والفيوم تؤكد ريادة قدماء المصريين في الفلك.. الإثنين
تشهد محافظتا الأقصر والفيوم، بعد غد الإثنين ظاهرة فلكية، تؤكد ريادة اجدادنا قدماء المصريين في العلوم الفلكية، حيث تشرق أشعة الشمس على المحور الرئيسي لمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، تزامنا مع يوم الانقلاب الشتوي "21 ديسمبر"، الذي يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وسيتمكن زائرو معابد الكرنك في حوالي الساعة السادسة و31 دقيقة صباح بعد غد الإثنين، مع بداية شروق الشمس، من رؤية قرص الشمس بلونه الذهبي ، وهو يتوسط البوابة الشرقية، والتي تقع على المحور الرئيسي له، والذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، والذي يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوي، وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك "الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الإله آمون "، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار ، ويمكن مشاهدة قرص الشمس بألوانه المختلفة من خارج وداخل المعبد .
وبالنسبة لمعبد قصر قارون بالفيوم.. فستشرق الشمس في حوالي الساعة السادسة و46 دقيقة صباحا، على قدس أقداس المعبد، الذي كرس لعبادة الإله سوبك "الإله ذو رأس التمساح"، وستتعامد الشمس أولا على قرص الشمس المجنح على مدخل المعبد، ثم تتعامد على المقصورة الوسطى والمقصورة اليمنى، ولكنها لا تتعامد على المقصورة اليسرى وربما يكون التعامد على تمثال الإله في المقصورة اليمنى وعلى المركب في المقصورة الوسطى، ولا تقترب الشمس من مومياء التمساح التي تمثل إله التمساح سوبك، لأن المومياء المفترض أنها في العالم الآخر المظلم.
ويقع معبد قصر قارون جنوب غرب بحيرة قارون، ويبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 50 كيلومترا، ويرجع تاريخه إلى العصر البطلمي، ويقع ضمن مدينة "ديونيسوس"، والتي تأسست في القرن الثالث ق.م، ويتكون المعبد من صالتين تؤديان إلى قدس الأقداس، وهو عبارة عن 3 مقاصير، وكان يوضع القارب المقدس في المقصورة الوسطى وعلى المقصورتين الجانبيتين كانا يوضع بها تماثيل للآلهة.
وظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما في معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذي يسجل فيه التعامد بدء فصلي الزراعة والحصاد.
ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول ، ولذلك كان من الضروري توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة، خاصة في فصل الشتاء، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.