أمير المصري: لا أسعى للعالمية من أجل الشهرة.. وفخور بعرض Limbo بمهرجان القاهرة أكثر من «كان»
على الرغم من قلة أعماله في مصر، إلا أن طموحه ساعده أن يصل في وقت قصير إلى العالمية بعد مواجهته وتحديه للكثير من الصعوبات التي تواجه الفنانين العرب في الوصول لحلم العالمية، واستطاع أن يكون أول فنان مصري يتم اختياره من قبل الـ "BAFTA" ضمن قائمة الـ" BREATHTHROUGH"، وتم اختياره أيضًا في القائمة القصيرة لجوائز الـ"BIFA" للنجوم الصاعدين، فهو الفنان الشاب أمير المصري، الذي حصل مؤخرًا على ثلاث جوائز من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، عن فيلمه الجديد "LIMBO".
وحرص "مستقبل وطن نيوز" على محاورة الفنان الشاب أمير المصري، للكشف عن رحلته في الوصول للعالمية، وكواليس فيلمه العالمي "LIMBO" وعن شعوره بالجوائز التي حصل عليها سواء في مصر من "القاهرة السينمائي"، أو جوائز عالمية:
بدايةً عبر الفنان أمير المصري عن سعادته الشديدة بمشاركته بفيلم "LIMBO" في الدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصوله على 3 جوائز، مشيرًا إلى أن سعادته لا توصف لمشاركته نجاحه أهله وجمهور بلده في مصر، على الرغم من مشاركة الفيلم في كبرى المهرجانات العالمية منها "كان" السينمائي الدولي، وفوزه بجائزة "سان سباستيان" والمركز الثاني في مهرجان "لندن السينمائي"، فضلاً عن كونه سببًا رئيسيًا في ترشيحه لأول نجم من أصول مصرية ضمن أفضل 5 ممثلين من جيل الشباب الصاعد في جوائز "بافتا".
وأشار أمير إلى أنه حرص على التواصل مع مخرج فيلم "ليمبو" بن شاروك، للمشاركة به في الدورة الـ 42 لـ مهرجان القاهرة الدولي؛ حتى يشاهده مع ناس مصريين مثله، وتفاجئ بعد أن لاقى ترحيبًا كبيرًا منه؛ واتضح بأنه يعشق مصر أيضًا، وكان يقول له دائمًا: "أنا عربي وليس أسكتلنديًا" وذلك لعيشه في سوريا لفترة.
وكشف أمير عن كيفية حصوله على الشخصية، مشيرًا إلى أنه قُدم إليه السيناريو من خلال وكيل أعماله، وفي البداية كان مترددًا على الموافقة متخوفًا من أن يكون الفيلم يظهر شخصية العربي بشكل سئ كما يحدث في الكثير من الأفلام الأجنبية، إلا أنه تفاجئ بعد قراءة السيناريو، أن التركيز على الشخصية العربية أكثر من البريطانية؛ وحرص المخرج على أن تكون شخصية "عمر" قويه وجريئه لا ينسى بلده أبدًا، يحلم دائمًا بالعودة إلى وموطنه، ولا يحتاج أو يفكر في البقاء ببريطانيا، مؤكدًا على أن ذلك أكثر شئ جذبه للعمل والشخصية.
وأوضح أيضًا أن من العوامل التي جذبته للعمل، هو تقديمه لشخصية عربية مؤثرة في الأحداث على عكس السائد أو المنتشر من الأفلام الغربية التي تميل لاختيار الشخصيات المصرية كمساعد أو داعم للبطل الأجنبي.
وفيما يخص الصعوبات التي واجهته خلال أحداث الفيلم، قال: " اتعذبت لأننا كنا بنصور في أماكن غابات باسكتلندا، ووصلت درجة الحرارة بها تحت الصفر، وكنت لابس تيشرت وجاكيت بس ومكنش متاح استخدام الموبايلات أو الإنترنت علشان مكنش في أي شبكة.. وكنت عايش لوحدى مبسمعش غير صوت الصمت واللي كان مزعج أكتر من الصوت بمراحل كثيرة".
وأضاف: "أنا كنت حابب كدا، لأني عمري ماحسيت بالشعور الحقيقي والموضوع اتعلمت منه حاجات كتير منها الصبر"، لافتًا إلى أن هذه كانت توجيهات المخرج طوال الوقت بأن يشعر بكل شىء ويتعذب لكي تكون النتيجة حقيقية، حتى أنه وصاه بأن يسافر إلى الجزيرة بالسيارة وليس بالطائرة ليرى الحياة ويتأمل فيها.
وتابع "المصري" مازحًا: "انعزلنا تلقائيًا قبل ظهور أزمة فيروس كورونا وفرض الحظر والعزل إجباريًا على العالم كله"، مؤكدًا على أنه تأثر كثيرًا بالشخصية التي قدمها، قائلًا: "أنا اتغيرت واكتشفت أننا لازم يكون عندنا صبر في كل حاجة بنعملها.. والحياة سهلة وبسيطة ومش محتاجة حاجات كتيرة علشان تكون سعداء وراضيين".
وعن بعض التفاصيل في الفيلم مثل عزفه على العود، ومقابلته للاجئين، فقال أمير إنه حرص على مقابلة شخصيات حقيقية للاجئين بمعدل مرة أسبوعيًا، أثناء التحضير لشخصية "عمر"، قائلًا: "إنك تقعد معاهم ويحكوا بثقة عن تجربتهم كان بمثابة دفعة قوية لي، كما إنني لاحظت أن العرب دومًا ما يتسمون بخفة الظل حتى في أصعب المواقف والظروف، وهو ما وجدته في أحاديثهم حتى وهم يحكون قصص صعبة تحمل كثيرًا من المعاناة والألم".
وفيما يخص العود والعذف على الموسيقى، قال أمير المصري إن مؤلف العمل والمخرج حرصا على أن يظهر عمر وهو يحمل عود جده، فضلاً عن رمزية الصندوق الذي يحمله ويشبه النعش "التابوت"، ليشير إلى أن حياته ماتت بعد قدومه لبريطانيا، لافتًا إلى أن حرص على تعلم عزف العود في وقت قياسي.
وأكد أمير المصري أنه يبحث في مسيرته الفنية عن التحدي الجديد الذي يخوضه في كل عمل يشارك به بغض النظر عن هويته، ولا يبحث عن الشهرة؛ لأن الحياة أبسط من ذلك، ويعتبر نفسه ممثلًا فقط يحب تقديم قصص مختلفة، لذلك يبحث عن أفضل الشخصيات الدرامية بالنسبة له".
أما عن مشاركته في الأعمال الأجنبية عبر أمير المصري عن سعادته بتجسيد أدوار أجنبية مختلفة من خلال الشاشتين الفضية والذهبية، في اَخر 4 أو 5 أعوام، إلى جانب الشخصيات العربية التي دومًا ما يفتخر بتقديمها، مشيرًا إلى أن وصوله للعالمية جاء بعد صبر وإتقان لعمله، مشيرا إلى أن مشاركته في الأعمال الأجنبية تكون من أجل عودته لمصر من جديد بخبرات أكثر.
وأوضح أمير أنه يحب العمل في مصر، ولا يهتم إذا كان العمل الذي يقدمه في الخارج أو الداخل، ولكنه يهمه المحتوى الذي يقدم للجمهور، وجوده في الخارج وسعيه للعالمية لا يمنع مشاركته في أعمال مصرية، ولسوء الحظ دائمًا ما يكون هناك أزمة في جدول الأعمال التى يرتبط بها، حتى أنه تم عرض عليه مؤخرًا مسلسل مهم ليشارك به، ولكن الوقت لم يكن متاحًا بالنسبة له، لتعاقده على أعمال أخرى في الخارج.
وأنهى أمير المصري حواره مع "مستقبل وطن نيوز" كاشفًا عن أجدد أعماله الذي ينتظر طرحها خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أنه ينتظر ردود الأفعال على أحدث أعماله الدرامية عرض مسلسل "Industry" على منصتي HBO وBBC، بجانب تجسيده لدور بطولة في مسلسل ببريطاني جديد يحمل اسم "The One"، على منصة "نيتفليكس" العالمية، لشخصية درامية تدعى "بن جيمين"، والذي مقرر أن يعرض في العام المقبل.