رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بحكم العادات والتقاليد.. نساء سيوة يواجهن تحديات صعبة

نشر
مستقبل وطن نيوز

واحة سيوه هي عبارة عن منخفض عظيم في صحراء ليبيا عرضها من الشرق للغرب نحو 30 ميلًا وتحدها من الشرق واحة الزيتون ومن الغرب ناحية الراغى "المراقى" وطولها من الشمال إلى الجنوب نحو 5 أميال والجز الزرع يبلغ ربع الماحة والباقى عبارة عن أراض سبخة وتلال رملية وبحيرات مالحة وتتالف الواحة نفسها من جملة واحات صغيرة متراصة وأهمها "سيوة وتنقسم إلى سيوة شرق وسيوة غرب" ثم الاغورمى والمراغى وخميسة وابو الشروف وقوريشت والزيتون.

ويتبعها إداريا عدة واحات صغيرة متلاصقة من الشرق والغرب تسمى بالحطايا وأهمها من الشرق الجارة وتسمى " جارة أم الصغير" والقطارة والبحريين وسترا وواطيا والعرج وتبجبج وتاميرا ومن الغرب الليج والمراقى وام عشة ودهيبة والجربا وأم غزلان وشياطا.

والأراضى المنزرعة في الواحة ترتفع نحو 3 إلى 4 أقدام عن الأراضي السبخة وتحاط دائمًا بسياج من جريد النخيل ليمنع عنها هبوب سفى الرمال الخفيفة المتنقلة.

"تتلي" تعبير يطلقه أهالي واحة سيوة بلهجتهم السيوية أو الأمازيغية على المرأة داخل مجتمعهم الصغير، وقد قامت التقاليد والأعراف المتوارثة داخل تلك البقعة الخضراء التي تكسوها أشجار النخيل والزيتون وسط صحراء مصر الغربية بفرض نوع من الحصار على الـ"تتلي".

تسبب الموقع الجغرافي الصحراوي والمسافات البعيدة لواحة سيوة التي تبعد قرابة 26 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع ليبيا وتبعد عن القاهرة مسافة 830 كيلومتراً تقريباً، تسبب الموقع بفرض بعض الظروف القاسية على نساء الواحة.

ونشأت عادات وتقاليد تنتقص من حقوق المرأة السيوية المشروعة كالتعليم والحرية في اختيار شريك الحياة المناسب والخروج إلى المجتمع، ولكن البعض يرى أن الانتقاص من تلك الحقوق ميّزها عن بقية النساء داخل جمهورية مصر العربية.

فحدة الحرارة ورمال الصحراء ترجمها المجتمع إلى أفعال تجاه السيدات، وإن كانت المرأة السيوية داخل مجتمعها الصغير هي المسئولة الأولى والأخيرة عن كل ما يدور داخل المنزل السيوي، إلا أن قيوداً كثيرة فُرضت عليها، وكان حرمانها من التعليم وزواجها المبكر وعدم خروجها من المنزل أقسى القيود التي فرضت عليها صعوبة.

جسد مسلسل واحة الغروب حياة المرأة السيوية التى كانت تعيش شبه حياة مأسوية أو مختلفة عن باقى محافظات جمهورية مصر العربية، من حيث الملابس والطعام و وكشوف وجهن على الرجال وكما أثار المسلسل كيفية الزواج والغولة .. هذا من وحى الواحة التى أغلقت على نسائها .

زواج العروس

ومن بعض هذه العادات القديمة أن تذهب الفتاة إلى “عين العروس” وهي عين ماء ساخن تذهب إليها العروس وصديقاتها للاستحمام قبل الزفاف الذي يستمر لسبعة أيام، في حين أصبح الزفاف في الوقت الراهن يستمر ليومٍ واحد تسبقه ليلة الحنة، حيث تحضر سيدة تغني الأغاني التراثية الخاصة بالزفاف جنبًا إلى جنب مع أغاني “الدي جي” العصرية.

وتجلس العروس في يوم الفرح في غرفة الاستقبال “المربوعة” طوال اليوم لاستقبال المهنئين قبل أن تذهب لعريسها في آخر اليوم.

ولا تزال الأسرة السيوية كبيرة العدد، فهم لا يعترفون بتحديد النسل وهناك من ينجب 9 أبناء ومن ينجب 12 ابن وابنة.

 

الغولة

ورغم التغييرات التي طالت الواحة فيما يتعلق بشكل البيوت وأواني الطهي وغيرها من مظاهر المدنية ولكن لا تزال هناك تقاليد ترفض الرحيل، منها على سبيل المثال حكاية “الغولة” وهي المرأة التي يموت زوجها.

تفرض العادات أن تظل حبيسة المنزل لمدة 4 شهور و10 أيام بعد وفاة الزوج، لا تخرج مطلقًا، وترتدي خلال هذه الأيام الملابس السوداء ولا تزين وجهها بالمكياج أو تقوم بعمل ضفائر في شعرها، ولا تتحدث مع أي رجل، ويعتبرونه فال سيئ إذا خالفت المرأة هذه القواعد.

 

الأطعمة

تتميز المرأة السيوية بعدة أكلات تراثية منها البسيس والتجلنتيني والعصيدة وهي مأكولات تُصنع من البلح مع بعض الإضافات مثل الماء والسكر والدقيق.

عاجل