أردوغان بين سندان العزلة السياسية ومطرقة الاقتصاد المنهار
أجبرت التطورات في داخل وخارج تركيا، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على البحث عن خطة جديدة تهدف إلى انتشال تركيا من المستنقع الاقتصادي الحالي والعزلة السياسية في الغرب.
وقال موقع "المونيتور" الأمريكي المتخصص في شئون الشرق الأوسط في تقرير له، إن أردوغان يطرح نفسه الآن كمصلح اقتصادي وقضائي سيتغلب على المصاعب التي تواجه تركيا، وذلك بعد تضحيته بصهره، بيرات البيراق، الذي كان يشغل منصب وزير المالية في الحكومة.
وأعلن أردوغان أن إدارته تعمل على "خطة عمل حقوقية" جديدة لكي تكون، على حد تعبيره، أكثر توافقاً مع الظروف المتغيرة في العالم اليوم، وكل ذلك ممن المفترض أن يكون ضمن جهود أنقرة للإندماج مرة أخرى مع المجتمع الغربي الذي كان أردوغان وأنصاره يشوهونه لسنوات.
ومع ذلك ، يواجه أردوغان معركة شاقة من صنعه في محاولته لسلك طريق التغيير، حيث يعتقد الكثيرون أنه سيفشل في نهاية المطاف في تلبية كلماته لأن هذا سيتطلب منه حرفيًا إنكار كل ما أصر عليه حتى الآن.
وسخر رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، الذي كان عضوًا بارزًا في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، من إعلان أردوغان عن الإصلاحات، قائلًا إن الأمر بدا كما لو أن حكومة جديدة قد وصلت إلى السلطة وكانت تتأسف على الحطام الذي ورثته عن الآخرين بعد سنوات من سوء الإدارة.
ودعا أوغلو الرئيس التركي إلى "التصرف بعكس كل ما قاله وفعله حتى يوم أمس" إذا كان يريد الشروع في تعبئة حقيقية للإصلاحات.
وبات أردوغان الآن أمام معركة صعبة لتحسين صورة تركيا الدولية المشوهة بشدة من أجل جذب رأس المال الأجنبي الذي تشتد الحاجة إليه، تزامنًا مع الأزمة الاقتصادية العاصفة التي تمر بها أنقرة اليوم.
كما يعرف أردوغان جيدًا أن الإصلاح القضائي والتحسينات المقنعة في سجل أنقرة المروع في مجال حقوق الإنسان هي متطلبات أساسية إذا أراد صفحة جديدة في علاقات تركيا مع الغرب.
ويبدو أن التغير في نهج أردوغان، مرتبط بالأهمية الحيوية للحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا من أجل تأمين مصالح تركيا على المدى الطويل، وظهر ذلك في مقال، جيم كوكوك ، كاتب العمود في صحيفة "تركيا" اليومية الموالية للحكومة والمعروف بهجماته اللاذعة على منتقدي أردوغان المحليين والأجانب، حثيث قال إنه على الرغم من أن تركيا دولة ذات أغلبية مسلمة، إلا أنها تتطلع دائمًا إلى الغرب، وتأكيدًا على حماقة الاعتماد على روسيا، طرح كوجوك الأمر بإيجاز بعد إعلان أردوغان الإصلاحي.