نبض الوطن بقلم عبدالرازق توفيق | السنوات السمان
نشر
خلال ما يقرب من 7 سنوات مرَّت مصر بمراحل خطيرة وقرارات مصيرية، ربما بعضها تأخر فهمه لدى قطاع من الناس، لكنها كانت مصيرية وحتمية وفارقة في مصير هذا الوطن، وربما أيضاً تجلت أهمية بعض هذه القرارات والمواقف في الفترة الأخيرة.
عندما تجلس مع نفسك، وتتدبر في قراءة موضوعية وحيادية وتطرح على عقلك التساؤلات تلو التساؤلات، وتمر أمامك التحديات الكثيرة، والتهديدات الخطيرة التي تحتاج إلي قوة وصلابة في التعامل ولم يكن ينفع معها حالة الضعف والاهتراء والتفتت التي كنا نعيشها قبل هذه السنوات.
لم أقصد من هذه الكلمات اجترار الماضي، ولكنني عمدت إلي التأكيد علي حق سواء لرموز شريفة أو شعب عظيم، فنحن أمام استشراف وقراءة عبقرية للمستقبل في توقيت كان شديد الدقة والحساسية، ومرتبط ببقاء ووجود الوطن ذاته، وأيضاً حياة الإنسان المصري نفسه.
دعونا نطرح هذه التساؤلات المهمة والتي أدركنا الآن عبقرية مواقف وقرارات اتخذت خلال الفترة الماضية، وأثبتت جدواها وقيمتها في مواجهة تحديات دقيقة وتهديدات خطيرة:
أولاً: ماذا لو لم تقم ثورة «30 يونيو».. ويستيقظ الشعب ويدرك أن الوطن في خطر؟!!.
ثانياً: ماذا لو لم ينحز الجيش المصري العظيم إلي إرادة المصريين في 30 يونيو وقراره بحماية الشعب؟!!.
ثالثاً: ماذا لو لم يصارح الرئيس عبدالفتاح السيسي ويلتزم بأعلي درجات الشفافية في تعريف المصريين بحقيقة الأوضاع في الوطن وحجم المعاناة التي يواجهها، والتحديات والظروف الاقتصادية علي أرض الواقع؟!!.
رابعاً: ماذا لو لم يقرر الرئيس عبدالفتاح السيسي المواجهة الحاسمة للإرهاب الأسود المدعوم والممول من قوي خارجية في كل ربوع الوطن وفي القلب منه سيناء؟!!.
خامساً: ماذا لو لم تنفذ وتنجز مصر أكبر وأعظم بنية أساسية في تاريخها من طرق وكباري وأنفاق ومدن جديدة؟!!.
سادساً: ماذا لو لم يتصد الرئيس السيسي لأزمات المصريين المزمنة والقضاء عليها مثل طوابير العيش والبنزين والسولار والبوتاجاز، وأيضاً انقطاع التيار الكهربائي والعشوائيات التي كانت تسيء إلى وجه مصر الحضاري.. وفيروس «سي» الذي كان ينهش أكباد المصريين، وأدى إلى وفاة الكثيرين من مختلف الأعمار، خاصة الشباب والأطفال؟!!.
سابعاً: ماذا لو لم تنفذ مصر أكبر عملية تنمية في تاريخها وعشرات الآلاف من المشروعات القومية في مختلف المجالات التي تقف الآن صامدة تحول دون حدوث صدمات للاقتصاد المصري جراء أزمات عالمية بسبب ركود التجارة العالمية أو ما أحدثه فيروس كورونا من تداعيات وآثار سلبية على الاقتصاد العالمي؟!!.
ثامناً: ماذا لو لم يقرر الرئيس عبدالفتاح السيسي بشجاعة نادرة ووطنية فريدة، وتجرد ورؤية ثاقبة تطبيق الإصلاح الاقتصادي الشامل، ونجاح البرنامج المصري بامتياز بشهادة كبرى المنظمات الاقتصادية في العالم، ولولا هذا النجاح والجرأة والشجاعة، هل كُنَّا سنصمد أمام الصدمات الاقتصادية التي تلاحق عدداً كبيراً من دول العالم، وهل كانت احتياجات المصريين ستتوفر لهم كما يحدث الآن، وما هو السعر الحقيقي للجنيه أمام الدولار إذا لم يتم تطبيق الإصلاح الاقتصادي؟!!.
تاسعاً: ماذا لو لم تكن الدولة تمتلك إرادة الفعل والإنجاز في توفير احتياجات المصريين من السلع والاحتياجات الأساسية والغذائية وزيادة المعروض بنسبة كبيرة محلياً نتيجة المشروعات القومية للأمن الغذائي.. فماذا كان حال الأسعار الآن في بلادنا، وكيف كان السلام والأمن والاستقرار الداخلي؟!!.
عاشراً: ماذا لو لم تستعد الدولة هيبتها وتعيد بناء مؤسساتها، وتقف الآن على أرض صلبة في مواجهة الأزمات والمشاكل، خاصة الطارئة، وآخرها الظروف الجوية السيئة؟!!.
حادي عشر: ماذا لو لم تُصْدِر الدولة تشريعات وقوانين جديدة للاستثمار وتحل مشاكل المستثمرين وتلتزم وتعني بحقوقهم وسداد حصة الشركات الأجنبية العاملة في مجال الكشف والتنقيب عن البترول والغاز، هل كنا سنشهد هذه الثقة في الاستثمار في مصر، وإقبال شركات البترول الأمريكية والبريطانية العملاقة لـ تخصيص مليارات الدولارات في البحث والتنقيب في مصر، وتبعث برسالة عن الأمن والاستقرار في مصر، وتبشر أيضاً بوجود ثروات بترولية وغاز في المياه والأراضي المصرية؟!!.
ثاني عشر: ماذا لو لم يتم تطبيق الإصلاح والإجراءات الاقتصادية خلال السنوات الأربع الماضية.. هل كان لدينا موازنة عامة ضخمة للدولة بمثل هذا الشكل تسمح بالإنفاق الغزير علي الصحة والتعليم، وتحسين الخدمات ورفع المعاشات، وتحسين الأجور، والنهوض بالزراعة والاستثمار الحكومي وتحسين الحياة المصرية؟!!.
ثالث عشر: ماذا لو لم يكن لدي مصر وفورات اقتصادية ومالية وإصلاح مالي واحتياطي نقدي أجنبي، هل كانت تستطيع توفير الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية وتوفر لهم الخدمات المجانية وتستمر في منح الدعم لهم ومعاشات تكافل وكرامة والنهوض بصحة المرأة والطفل وإطلاق مبادرة الـ«100 مليون صحة» وتطبيق التأمين الصحي الشامل؟!!.
رابع عشر: ماذا لو لم تتخذ مصر إجراءات اقتصادية صعبة وموجعة خلال الأعوام القليلة الماضية، هل كانت ستلقى مصير بعض الدول التي عجزت عن سداد التزاماتها الدولية، وفوائد ديونها، وأعلنت إفلاسها، ولم تستطع تلبية تطلعات شعوبها؟!! إن مصر في شدة الأزمات لم تتأثر، بل مضت الحياة بشكل طبيعي وكل احتياجات الشعب كانت متوافرة، وقد كشفت أزمة الطقس السيئ قوة وصلابة مصر، فلم يكن هناك أي زحام على أي خدمة، بعكس دول أخرى أقل سكاناً وكثافة سكانية ولديها إمكانيات أكثر من مصر لكنها واجهت معاناة كبيرة بعكس مصر الآمنة الواثقة المستقرة لم يحدث أي عجز، كل شيء كان بالزيادة.. إنها مصر، دائماً في حفظ وأمان اللَّه.
الخامس عشر: ماذا لو لم يتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة قرار تطوير وتحديث الجيش المصري وتزويده بأحدث منظومات القتال في العالم في ظل تهديدات وتحديات ومخاطر غير مسبوقة في تاريخ مصر على حدودها من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية ومنطقة نعيش بها تموج بالاضطرابات الحادة والصراعات الشرسة، والأطماع الشيطانية والمخططات الخبيثة الساعية إلى التجزئة والتقسيم، وأيضاً ما تملكه مصر من ثروات وموارد وحقوق تحتاج لقوة رادعة تحميها وتصونها وتواجه الأطماع وتتصدي للإرهاب؟!!.
الإجابة عن كل هذه التساؤلات تقودك إلى أننا بصدد دولة جديدة ومختلفة، دولة يقودها رئيس يمتلك الشجاعة والحكمة والرؤية التي قادت مصر إلى العبور والقوة، وأخذ مكانتها اللائقة.
تحيــــــــــــــــــــــــــــا مصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر،،،،،