سفير تركيا بالقاهرة: توافق تام مع مصر لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة

أكد السفير التركي في القاهرة، صالح موطلو شن، وجود توافق تام بين تركيا ومصر على هدف مشترك يتمثل في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة احتفال السفارة التركية بالقاهرة، مساء الأربعاء، بعيد الطفولة والسيادة الوطنية الموافق 23 أبريل، والذي يُعد مناسبة وطنية تركية هامة.
احتفال مشترك يجمع أطفال تركيا ومصر وفلسطين
شهدت الفعالية، التي نُظّمت بالتعاون مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة وجمعية الوفاء للتنمية، حضورًا مميزًا جمع 60 طفلًا فلسطينيًا، و30 طفلًا تركيًا، ونحو 40 طفلًا مصريًا، بالإضافة إلى عدد كبير من أولياء الأمور والصحفيين المصريين، وتم توزيع الهدايا على الأطفال في أجواء احتفالية عكست روح المحبة والتضامن بين الشعوب.
في كلمته الافتتاحية، أشار السفير التركي إلى أن يوم 23 أبريل يُصادف الذكرى السنوية الـ105 لتأسيس مجلس الأمة التركي الكبير، وهو اليوم الذي أهداه مؤسس الجمهورية التركية، الغازي مصطفى كمال أتاتورك، إلى أطفال العالم عام 1924، ليُصبح بذلك أول عيد عالمي للأطفال، وأكد السفير أن هذا العيد يحمل دلالة عميقة على أن مستقبل الأمة التركية أمانة في يد أطفالها.
ووجّه السفير صالح موطلو شن تهنئة لجميع الأطفال في تركيا والعالم، مؤكدًا أن هذا اليوم لا يُمثل مجرد احتفال، بل هو تذكير رمزي بأمل الأطفال وتطلعاتهم لمستقبل يسوده السلام والأمن والازدهار، مضيفًا: "عندما يجتمع أطفال من تركيا ومصر وفلسطين، فإنهم يجسدون حلمًا مشتركًا لعالم يسوده التعاون والأخوة".
غزة حاضرة في الضمير التركي والمصري
وفي تعليقه على الأوضاع في قطاع غزة، عبّر السفير التركي عن أمله في أن تُسفر المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار، والتي تقودها مصر وقطر، عن نتائج إيجابية، تسمح باستئناف نقل المساعدات الإنسانية، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، لا سيما الأطفال، معربًا عن حزنه العميق لسقوط عشرات الآلاف من الأطفال ضحايا للعنف في غزة.
أوضح السفير أن دعوة الأطفال الفلسطينيين للمشاركة في الاحتفال تمثل تجسيدًا حيًّا لتضامن أطفال تركيا ومصر مع أقرانهم في فلسطين، مؤكدًا أن هناك اتفاقًا راسخًا بين أنقرة والقاهرة على أهمية دعم الاستقرار الإقليمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك، ولفت إلى أن المشاورات الثنائية بين البلدين بشأن ملفات فلسطين والسودان وليبيا مستمرة دون انقطاع، مما يعكس العمق الاستراتيجي للعلاقات الثنائية.
وفي ختام كلمته، أطلق السفير شن رسالة إنسانية مؤثرة قال فيها: "كل الأطفال، السود والبيض، الشرقيون والغربيون، الشماليون والجنوبيون، يستحقون الحياة، والمرح، والدراسة، ومستقبلًا مشرقًا، الطفل التركي، الطفل المصري، الطفل الفلسطيني، وحتى الطفل الإسرائيلي. عندما يموت طفل، في أي مكان، يتألم قلب الإنسانية، لا ينبغي أن يموت الأطفال".
واستطرد السفير متسائلًا بمرارة: "كيف يمكن لأي إنسان أو أي ضمير أن يدافع عن موت الأطفال في غزة؟ هذه وحشية وقسوة وظلم، لا يمكن أن تُبنى الأخوة أو الأمن على ركام الموت، إن حلمنا الوحيد هو أن يعيش الأطفال، من فلسطين وإسرائيل، في سلام وأمان وكرامة، في بيوتهم وأراضيهم ودولهم".
واختتم كلمته بالتأكيد على أن هذه الرسالة تُعبّر أيضًا عن مشاعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يُظهر دومًا اهتمامًا بالغًا تجاه القضية الفلسطينية وحقوق شعبها، وخصوصًا الأطفال.