رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الاحتباس الحراري يهدد صناعة السردين المعلب في غرب فرنسا

نشر
مستقبل وطن نيوز

تواجه صناعة السردين المعلب في غرب فرنسا تحديات غير مسبوقة نتيجة التأثيرات المتصاعدة للاحتباس الحراري على البيئة البحرية، ما انعكس بشكل مباشر على وفرة السردين وجودته، وأدى إلى تراجع الإنتاج وزيادة الاعتماد على الأسماك المستوردة لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

 

انخفاض حجم السردين يعيق الإنتاج

بحسب كارولين إيليه، الرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز"، فإن صغر حجم الأسماك بات يضاعف الوقت اللازم لمعالجة السردين في المصانع، وهو ما يبطئ وتيرة الإنتاج ويزيد من تكاليف التشغيل. وتوضح إيليه أن تصنيع علبة سردين واحدة أصبح يتطلب وقتًا أطول، مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب انكماش حجم السمكة.

موسم صيد كارثي يضرب الصناعة

شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في منطقة بريتاني الفرنسية أعلنت عجزها عن تلبية طلبات الزبائن في عام 2024، نتيجة موسم صيد كارثي تميّز بندرة غير مسبوقة في السردين. هذا الوضع يهدد استمرارية المصانع، التي تعتمد على استقرار المواسم للحصول على كميات كافية من السمك الطازج.

الاحترار المناخي وتقليص العوالق الحيوانية

يُشير معهد "إيفرومير" الفرنسي إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض حجم السردين يعود إلى الاحترار المناخي، الذي يؤثر بشكل مباشر على العوالق الحيوانية، المصدر الغذائي الأساسي للسردين. ويفسر الباحث مارتن أوريا هذه الظاهرة بأن ارتفاع درجات الحرارة في النظم البيئية يؤدي إلى انكماش في أحجام الكائنات الحية، بما في ذلك الأسماك الصغيرة مثل السردين.

الصيد الجائر يزيد الأزمة تفاقمًا

بالإضافة إلى التغيرات المناخية، ساهم الصيد الجائر الممتد لعقود في خليج غاسكونيا في تراجع أعداد السردين المحلي. ونتيجة لهذا الانخفاض، تواجه مصانع التعليب في بريتاني صعوبة متزايدة في تأمين الكميات المطلوبة من السمك الطازج، مما اضطرها إلى الاعتماد على واردات مجمّدة من المغرب وإسبانيا والبرتغال لتغطية النقص.

ضغوط متزايدة على الصيادين

يعاني صيادو السردين في مناطق مثل بروتون من ضغوط مزدوجة: أولها قلة الحصص المخصصة لصيد أنواع أخرى من الأسماك مثل الماكريل والسقامري، والثاني هو انخفاض الكميات المتاحة من السردين، مما يدفعهم إلى بيع الأسماك الصغيرة للمصانع بأسعار زهيدة تتراوح بين 70 إلى 80 سنتًا للكيلوغرام.

رغم الأزمات.. السردين المعلب يحافظ على شعبيته

ورغم كل هذه التحديات البيئية والإنتاجية، يواصل الفرنسيون إقبالهم على السردين المعلب، حيث تُظهر الإحصائيات أن المستهلكين يشترون أكثر من 16 ألف طن سنويًا. وتُعلق الباحثة سيغريد ليوتا من معهد "إيفرومير" بأن السردين لا يزال يمثل "ملاذًا غذائيًا آمنًا"، كونه خيارًا صحيًا ومتاحًا بأسعار مناسبة، ما يعزز استمرارية الطلب عليه رغم أزمات الإنتاج.

عاجل