بين الدمار والجوع.. الفلسطينيون في غزة يستقبلون عيد الفطر

يستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة عيد الفطر في ظل أوضاع مأساوية وصفتها وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية بـ"الكارثية"، حيث تتواصل الهجمات الإسرائيلية وتتفاقم معاناة السكان مع تناقص الإمدادات الغذائية واستمرار القتال دون أي بوادر لانتهائه قريبًا.
ضحايا مدنيون في غارات إسرائيلية جديدة
أفاد مسؤولون صحيون في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة أسفرت عن مقتل 19 شخصًا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، في تصعيد جديد يزيد من معاناة سكان القطاع. وبينما يعد عيد الفطر مناسبة دينية سعيدة يحتفل فيها المسلمون حول العالم، يعيش سكان غزة، الذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، في صراع يومي من أجل البقاء.
"عيد الحزن".. شهادات من قلب غزة
في مشهد مؤلم، أدى عادل الشاعر، وهو أحد سكان غزة، صلاة العيد وسط أنقاض المنازل المدمرة في مدينة دير البلح، واصفًا العيد بأنه "عيد الحزن"، حيث فقد عشرين فردًا من عائلته، بينهم أربعة أطفال، في غارات إسرائيلية خلال الأيام الماضية. وبصوت متهدج ودموع تملأ عينيه، قال: "لقد فقدنا أحباءنا وأطفالنا وحياتنا ومستقبلنا".
أما سعيد الكردي، وهو فلسطيني آخر من القطاع، فتحدث عن المعاناة المستمرة قائلًا: "هناك قتل ونزوح وجوع وحصار. نخرج لأداء شعائر الله لإسعاد الأطفال، ولكن ماذا عن فرحة العيد؟ لا يوجد عيد".
الاستيطان الإسرائيلي يزيد من تعقيد المشهد الفلسطيني
في الضفة الغربية، تستمر السياسات الإسرائيلية المثيرة للجدل، حيث حذرت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان من مشروع طريق جديد سيؤثر على حركة الفلسطينيين في محيط مستوطنة معاليه أدوميم والمنطقة المعروفة باسم E1، وهي منطقة تعتبر حاسمة للتواصل الجغرافي لدولة فلسطينية مستقبلية.
ووفقًا لـ حجيت عفران، خبيرة الاستيطان في المنظمة، فإن هذا المشروع سيساعد إسرائيل على ضم منطقة E1، حيث ستتمكن من الادعاء بعدم وجود عوائق أمام حركة الفلسطينيين.
اتهامات بالفصل العنصري وإضعاف فرص السلام
يقول منتقدو السياسات الإسرائيلية إن التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي يجعل إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا أمرًا شبه مستحيل، خاصة مع تخصيص طرق محددة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين، وهو ما تصفه منظمات حقوقية دولية بأنه جزء من نظام الفصل العنصري، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.
واقع مؤلم ومستقبل مجهول
في ظل هذه الظروف، يبدو أن عيد الفطر في غزة هذا العام لا يختلف عن الأيام السابقة، حيث لا مكان للفرحة في ظل الدمار والموت والتشريد، فيما تستمر التوترات في الضفة الغربية، ما يعكس مستقبلًا غامضًا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.