رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«واشنطن بوست»: جهود مصرية - قطرية للضغط على «إسرائيل» لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار

نشر
مستقبل وطن نيوز

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مصر وقطر تبذلان جهودا مضنية لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وذلك عقب استئناف إسرائيل هجماتها العسكرية الأسبوع الماضي ما تسبب في مقتل المئات من الفلسطينيين.
  وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري إن انهيار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس في قطاع غزة، دفع المسؤولين الإقليميين إلى الإسراع في إعادة إسرائيل وحماس إلى طاولة المفاوضات، في محاولة أخيرة لإنقاذ أشهر من الدبلوماسية المضنية، مع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية المتجددة 500 قتيل.
 وأضافت أن مصر وقطر، على وجه الخصوص، تضغطان على الجانبين للموافقة على هدنة طارئة، وقد قدم الوسطاء المصريون بالفعل اقتراحا جديدا لحماس، موضحة إنه على الرغم من أن تفاصيل الاقتراح ليست واضحة، لكن الجهود المبذولة لدفع الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب - التي ساعدت في الوساطة في الاتفاق الأصلي - لكسر الجمود لم تُسفر عن نتائج تُذكر حتى الآن .
 وقالت الصحيفة إنه في غضون ذلك، أعرب مسؤولو ترامب عن دعمهم القوي لقرار إسرائيل استئناف الحرب، وهي خطوة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه اتخذها جزئيا للضغط على حماس في المفاوضات.
وأضاف نتنياهو أن المفاوضات مع حماس ستُجرى "تحت النيران فقط"، وأن القوات الإسرائيلية كانت تعمل بالفعل على الأرض يوم الخميس في شمال وجنوب ووسط قطاع غزة، قائلا : "هذه مجرد البداية".
 وتوصلت إسرائيل وحماس، التي حكمت غزة لمدة 16 عامًا قبل الحرب، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير الماضي لإنهاء 15 شهرًا من القتال، بعد أن هاجم مسلحون فلسطينيون بقيادة حماس المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023. 
 وردت إسرائيل على الهجمات بحملة عسكرية عنيفة دمرت جزءا كبيرا من القطاع وشردت غالبية سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وحتى الآن، أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 49 ألف شخص وإصابة نحو 112 ألفا آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي قالت إن غالبية الشهداء من النساء والأطفال.
 ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، على ثلاث مراحل، منها مرحلة أولى مدتها 42 يومًا، تُفرج فيها حماس عن رهائن إسرائيليين على دفعات مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتسحب إسرائيل قواتها إلى محيط قطاع غزة مع السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
 وفي أوائل فبراير الماضي، كان من المفترض أن يبدأ الجانبان مناقشة تفاصيل المرحلة الثانية، التي قال وسطاء إنها ستشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. لكن إسرائيل رفضت المشاركة في أي مناقشات جادة. وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس الجاري، أعلن نتنياهو إعادة فرض الحصار على غزة، وقطع جميع المساعدات والإمدادات التجارية، بما في ذلك الغذاء والوقود.
 وقام ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، بزيارة طارئة إلى المنطقة الأسبوع الماضي على أمل التوصل إلى اتفاق - أو على الأقل التفاوض على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق. 
وقدم ويتكوف اقتراحًا "جسريًا" لتمديد وقف إطلاق النار مؤقتًا وتسهيل إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، من بينهم عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي مزدوج الجنسية كان يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما اختُطف في 7 أكتوبر 2023.
 وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أمس الأول (الخميس) أن الاقتراح دعا أيضًا إلى إطلاق سراح "عدد كبير من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية".
 ورفضت حماس تمديد المرحلة الأولى ، قائلةً إنه ينبغي على الطرفين الالتزام بالاتفاق الأصلي وبدلاً من ذلك، عرضت الحركة إطلاق سراح ألكسندر مقابل عودة إسرائيل إلى المحادثات بشأن المرحلة الثانية، وأعلنت عن هذا العرض علنًا، على أمل زيادة الضغط على نتنياهو لقبوله، وفقًا لدبلوماسي غربي مُطلع على المحادثات.
 وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن المقترح لم يكن جوهريًا بما يكفي لإدارة ترامب وأن ويتكوف انزعج أيضًا من بيان حماس العلني. ومع ذلك، قالت الخارجية الأمريكية إن "الفرصة لا تزال قائمة" أمام حماس لقبول اقتراح الجسر لكنها تتلاشى بسرعة".
 وفي مقابلة أُجريت يوم الأربعاء الماضي، صرّح باسم نعيم، المسؤول البارز في حماس، بأن الحركة كانت تناقش اقتراحا مماثلا مع وسطاء عندما شنّت إسرائيل موجة من الغارات الجوية فجر (الثلاثاء) أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، من بينهم عدد من مسؤولي حماس، وربما أضرت بقدرة الحركة على إجراء مفاوضات في الوقت المناسب.
 وقال شخص مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار إن بعض القتلى في الغارات الجوية يوم الثلاثاء كانوا مسؤولين عن الحفاظ على الاتصالات مع كل من مسؤولي حماس السياسيين في الخارج والمقاتلين داخل غزة الذين يحتجزون الرهائن.
 وأضاف أن المشكلة تكمن في أنهم، بقتلهم أشخاصًا في الغارات الجوية، "كانوا يقتلون أيضًا الأشخاص الذين كانوا يتفاوضون".
  واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالإشارة إلى قول دبلوماسيين عرب إن القاهرة والدوحة تواصلان جهودهما لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، وإنه ما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، فإن الصراع سيستمر على الأرجح.

عاجل