ترامب يلوّح بالقوة العسكرية لضم جرينلاند.. ويصف كندا بـ«أفضل ولاية أمريكية»

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً خلال استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، في البيت الأبيض، حيث عاد للحديث عن فكرة ضم جزيرة جرينلاند، المنطقة الدنماركية ذات الحكم الذاتي، إلى الولايات المتحدة. وفي تصريح مقتضب أمام الحضور، قال ترامب كلمة واحدة تعليقاً على هذا الشأن: "سيحدث"، مما أعاد فتح النقاش حول طموحاته التوسعية التي سبق أن أثارتها خلال فترته الرئاسية الأولى، لكنها تكتسب الآن زخماً جديداً في ولايته الثانية التي بدأت في 20 يناير الماضي.
تهديدات بالقوة العسكرية ورؤية اقتصادية
أوضح ترامب، بأسلوبه المعروف في المفاوضات السياسية، أن الولايات المتحدة تحتاج إلى جرينلاند "من أجل الأمن الدولي"، ملوحاً بإمكانية استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف، الذي يراه جزءاً من رؤيته الاقتصادية القائمة على استغلال موارد الدول التي يعتقد أنها مدينة بفضل كبير لأمريكا. ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل امتدت تصريحاته لتشمل كندا، التي وصفها بأنها "يمكن أن تكون ولاية رائعة وأفضل ولاية أمريكية"، مشيراً إلى أن الحدود الفاصلة بين البلدين ليست سوى "خط مفتعل لا معنى له"، في إشارة إلى نيته المحتملة لتوسيع النفوذ الأمريكي شمالاً.
دور الناتو في خطط التوسع الأمريكية
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ترامب، في حديثه يوم الخميس، قوله إن الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، يمكن أن يلعب دوراً "فعالاً للغاية" في دعم خططه لضم جرينلاند وكندا، معتبراً أن هذه الخطوة ضرورية لمواجهة التحركات الصينية والروسية التي تجوب ساحل المحيط الهادئ. وحذر ترامب حلفاء واشنطن من ضرورة الحيطة إزاء هذه التهديدات، مما يعكس رؤيته لتوسيع الحدود الأمريكية كجزء من استراتيجية دفاعية عالمية، لكن هذا الطرح وضع الحلف في موقف دقيق أمام التوترات الدولية المحتملة.
موقف جرينلاند والناتو وسط التهديدات
سلطت تصريحات ترامب الضوء مجدداً على جرينلاند، الجزيرة الغنية بالموارد الطبيعية والخاضعة للنفوذ الدنماركي، التي أصبحت محط أنظار العالم منذ بداية ولايته الثانية، خاصة بعد انتخابات تشريعية شهدتها الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، حيث صوتت الأغلبية لصالح أحزاب تدعم الاستقلال عن الدنمارك. وفي المقابل، رفض مارك روته، الأمين العام للناتو، التدخل في هذه القضية، مؤكداً أنه لن يسمح بجر الحلف إلى نزاع حول انضمام جرينلاند للولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أهمية الحذر من التحركات الصينية في القطب الشمالي والخطط الروسية لإعادة التسلح، مما يعكس موقفاً حذراً يركز على التهديدات الأوسع بدلاً من الانخراط في خطط ترامب التوسعية.