فرنسا تصبح ثاني أكبر مصدر للأسلحة عالميًا لتتجاوز روسيا لأول مرة

احتلت فرنسا ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم خلال الفترة ما بين عامى 2020 و2024، لتتجاوز بذلك روسيا لاول مرة حيث قامت بتصدير الأسلحة إلى 65 دولة بنسبة بلغت 6ر9 بالمائة من إجمالى الصادرات العالمية لتلى الولايات المتحدة التى تصل صادراتها العالمية من الاسلحة لنسبة 43 بالمائة، وفقًا لقاعدة بيانات نقل الاسلحة الصادر من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبرى).
وشهدت صادرات فرنسا من الأسلحة الرئيسية إلى الدول الأوروبية ارتفاعًا كبيرًا بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا (اى ما يزيد على 187 بالمائة) مقارنة بالفترة ما بين عامى 2015 و2019، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى تسليم طائرات قتالية إلى كل من اليونان وكرواتيا، بالإضافة إلى إمدادات الأسلحة لأوكرانيا بعد الحرب الروسية الشاملة عام 2022.
ورغم تزايد الصادرات الفرنسية إلى أوروبا، إلا أن الهند كانت المستورد الأكبر للأسلحة الفرنسية، حيث استحوذت على 28% من إجمالي الصادرات، ما يقارب ضعف حصة جميع الدول الأوروبية مجتمعة (15%). ويعكس ذلك تنامي الشراكة الدفاعية بين باريس ونيودلهي، لا سيما في مجال الطائرات الحربية، حيث اشترت الهند مقاتلات "رافال" المتطورة ضمن صفقات متعددة لتعزيز قدراتها الجوية في مواجهة التهديدات الإقليمية من الصين وباكستان.
وإلى جانب الطائرات الحربية، حصلت الهند أيضًا على أنظمة دفاعية فرنسية متطورة تشمل صواريخ مضادة للطائرات وسفن حربية، في إطار خططها لتعزيز قدراتها الدفاعية البحرية والجوية، وسط تصاعد التوترات في المحيط الهندي ومنطقة جنوب آسيا.
وأشار التقرير الى أن قطر جاءت في المرتبة الثانية كأكبر مستورد للأسلحة من فرنسا، حيث استحوذت على 9.7% من إجمالي الصادرات الفرنسية.
وتضمنت المشتريات القطرية طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي متقدمة؛ مما يعكس استمرار العلاقات الدفاعية القوية بين البلدين. وتهدف هذه الصفقات إلى تعزيز قدرات القوات الجوية القطرية، في ظل التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، لم تقتصر الصادرات الفرنسية على الهند وقطر وأوروبا، بل امتدت إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، حيث أصبحت فرنسا لاعبًا رئيسيًا في سوق السلاح العالمي. وتتنافس الشركات الدفاعية الفرنسية، مثل "داسو للطيران" و"تاليس" و"إم بي دي إيه"، مع نظيراتها الأمريكية والروسية لتأمين عقود بمليارات الدولارات، مستفيدةً من التكنولوجيا المتقدمة والعلاقات الدبلوماسية القوية مع العديد من الدول.
وبفضل هذا التوسع الكبير في مبيعات السلاح، تواصل فرنسا تعزيز نفوذها الجيوسياسي عبر تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الدول المستوردة؛ مما يجعلها منافسًا قويًا للولايات المتحدة وروسيا في قطاع الصناعات الدفاعية.