ترامب يرفض التكهن بالركود ويصرّ على أن الرسوم الجمركية «ستكون رائعة» لأمريكا

رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التكهن بإمكانية دخول الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي، رغم تصاعد المخاوف في أسواق المال من تداعيات سياساته التجارية الصارمة. جاء ذلك في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، حيث أكد ترامب أن الإجراءات التي يتخذها تهدف إلى إعادة الثروة إلى البلاد، لكنها تحتاج إلى فترة انتقالية.
وقال ترامب: "هناك فترة انتقالية، لأننا نبذل جهودًا كبيرة جدًا. نعيد الثروة إلى أمريكا. يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنني أعتقد أنه سيكون رائعًا بالنسبة لنا في النهاية".
الرسوم الجمركية تشعل القلق من التضخم
تُعد الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على المكسيك وكندا والصين من أبرز العوامل التي أثارت قلق المستثمرين، حيث يخشى كثيرون أن تؤدي هذه الرسوم إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم. وفرض ترامب رسومًا بنسبة 25% على واردات المعادن من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى رسوم جديدة على السلع الصينية، مبررًا قراراته بعدم اتخاذ هذه الدول خطوات كافية لوقف تدفق مادة الفنتانيل القاتلة إلى الولايات المتحدة.
تحذيرات الفدرالي واعتراف ترامب بالمخاطر
أصدر الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا تحذيرًا من احتمال انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من العام، وهو ما دفع ترامب إلى الإقرار بأن خططه التجارية قد تؤثر على النمو على المدى القصير. ومع ذلك، تمسك الرئيس الأمريكي بموقفه، مؤكدًا أن النتائج النهائية ستكون إيجابية، قائلاً: "قد تكون هناك مصاعب قصيرة الأمد، لكنها ستكون رائعة لأمريكا لاحقًا".
تذبذب في السياسة التجارية وتراجع مؤقت عن الرسوم
بعد أيام من فرض الرسوم، أعلن ترامب استثناء عدد كبير من الواردات المكسيكية والكندية لمدة شهر، في محاولة لتهدئة الأسواق. ويُعد هذا التراجع هو الثاني خلال شهرين فيما يتعلق بالرسوم المرتبطة بالفنتانيل، ما يعكس حالة عدم الاستقرار التي تشهدها السياسة التجارية الأمريكية.
إصرار إدارة ترامب على تشديد الإجراءات
رغم المخاوف المتزايدة، أكد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أن الولايات المتحدة لن تواجه ركودًا، مضيفًا أن المنتجات الأمريكية ستصبح أرخص مع استمرار الضغط على الشركاء التجاريين. وقال لشبكة "إن.بي.سي": "لن يخفف ترامب الضغط المتعلق بالرسوم".
وأضاف لوتنيك أن الرسوم الأمريكية البالغة 25% على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ كما هو مقرر، مشيرًا إلى أن كندا والمكسيك، أكبر مصدري المعادن للأسواق الأمريكية، سيتعين عليهما التكيف مع السياسات الجديدة.
وفي ظل استمرار حالة التذبذب في الأسواق وتزايد المخاوف من التضخم، يبقى المشهد الاقتصادي الأمريكي مرهونًا بنتائج سياسات ترامب التجارية. وبينما تراهن الإدارة على تعزيز الصناعة المحلية وحماية الأمن الاقتصادي، يترقب المستثمرون بحذر مدى قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحمل تبعات هذه الإجراءات قبل جني الفوائد المرجوة.