رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الصين تمنع سفر خبراء الذكاء الاصطناعي لأمريكا خوفًا من تسريب التكنولوجيا

نشر
مستقبل وطن نيوز

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، تكثف بكين جهودها لحماية أسرارها التكنولوجية، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يعد أولوية اقتصادية وأمنية وطنية. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، أصدرت السلطات الصينية تعليمات لرواد الأعمال والباحثين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي بتجنب السفر إلى الولايات المتحدة، خشية تسريب معلومات حساسة قد تُستغل ضد مصالح البلاد.

مخاوف من تسريب التقدم التكنولوجي

تعكس هذه التعليمات قلق الصين العميق بشأن إمكانية كشف خبرائها الذين يسافرون للخارج عن تفاصيل التقدم التكنولوجي الذي أحرزته البلاد، مما قد يعرض الأمن القومي للخطر. تخشى بكين أن تستخدم الولايات المتحدة هذه المعلومات لتعزيز تفوقها التكنولوجي أو كأداة ضغط في المفاوضات الثنائية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة بين البلدين للهيمنة على صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية.

مخاطر الاحتجاز والمساومة السياسية

بالإضافة إلى مخاوف التسريب، تحذر السلطات الصينية من إمكانية احتجاز المسؤولين التنفيذيين خلال سفرهم إلى الخارج واستخدامهم كورقة مساومة في الصراع السياسي بين البلدين. ويأتي ذلك في أعقاب احتجاز مسؤول تنفيذي في شركة هواوي في كندا بناءً على طلب واشنطن خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما عزز مخاوف الصين من تكرار سيناريوهات مماثلة.

توجيهات صارمة دون حظر رسمي

على الرغم من عدم وجود حظر رسمي على السفر، فإن السلطات الصينية تقدم "توجيهات حازمة" في مراكز التكنولوجيا الكبرى مثل بكين، شنغهاي، ومقاطعة تشجيانغ — حيث تقع مقرات شركات رائدة مثل علي بابا وديب سيك. تُثني هذه التوجيهات المسؤولين التنفيذيين عن السفر إلى الولايات المتحدة وحلفائها، ما لم تكن هناك ضرورة قصوى. وفي الحالات الاستثنائية، يُطلب من المسؤولين الإبلاغ عن خططهم قبل المغادرة، وتقديم تقرير مفصل عن أنشطتهم وأطراف الاتصال عند العودة.

رفض دعوات دولية لحماية السرية الصناعية

في خطوة تعكس التزام الصين الصارم بحماية أسرارها الصناعية، أفادت مصادر بأن ليانغ وينفينغ، مؤسس شركة ديب سيك المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، رفض دعوة لحضور قمة الذكاء الاصطناعي في باريس خلال فبراير الماضي. ويعكس هذا الرفض مدى حذر الشركات الصينية الرائدة من أي انكشاف محتمل لتقنياتها المتقدمة.

الاكتفاء الذاتي في عصر التوترات الجيوسياسية

مع تصاعد المنافسة مع الولايات المتحدة، تسعى الصين إلى تعزيز استقلالها التكنولوجي وتقليل اعتمادها على الخارج. وتُعَد هذه الإجراءات جزءًا من استراتيجية أوسع لبناء اقتصاد محصن ضد الاضطرابات الخارجية، مع التركيز على تطوير الصناعات الاستراتيجية داخليًا.

في ظل استمرار الصراع على التفوق التكنولوجي، تبدو بكين مصممة على حماية مكتسباتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى لو تطلب الأمر فرض قيود صارمة على حركة أبرز عقولها المبتكرة.

عاجل