مفتي الجمهورية: الإسلام منظومة متكاملة تجمع بين العقيدة والشريعة والأخلاق

أكد الدكتور نظر عياد، مفتي الديار المصرية، أن الدين الإسلامي لا يقتصر على الصلاة والعبادات فقط، بل هو منظومة شاملة تجمع بين العقيدة، والشريعة، والأخلاق، مشيرًا إلى أن هذه الأركان الثلاثة تشكل الأساس الذي قام عليه الإسلام وجميع الرسالات السماوية.
العقيدة تمنح الإنسان الوعي بحقيقة الوجود
وأوضح الدكتور عياد، خلال مشاركته في برنامج "حديث المفتي" على قناة الناس، أن العقيدة تُكسب الإنسان وعيًا بحقيقة الوجود، إذ تجيب عن الأسئلة الوجودية الكبرى المتعلقة بالخَلق والمصير، بينما تُنظم الشريعة حياة الإنسان وسلوكياته اليومية. وأكد أن الأخلاق تأتي كضابط حاكم لهذه المنظومة، لتوجه الإنسان نحو السلوك القويم.
وأشار إلى أن جميع الرسالات السماوية، من لدن سيدنا آدم عليه السلام حتى خاتم الأنبياء محمد ﷺ، ارتكزت على هذه الأركان الثلاثة، لافتًا إلى أن العقيدة السليمة تزرع في الإنسان الإحساس برقابة الله عليه، مما ينعكس إيجابًا على تصرفاته، إذ يتجنب المعاصي، ويلتزم بالأخلاق الحميدة.
تكامل الأركان الثلاثة ضرورة لتحقيق الغاية من العبادة
أوضح مفتي الجمهورية أن محاولة الفصل بين هذه الأركان تؤدي إلى خلل في فهم الدين، إذ إن الاقتصار على العبادات دون ترسيخ العقيدة أو الالتزام بالأخلاق يحول دون تحقيق الغاية الحقيقية من العبادة. واستشهد بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، موضحًا أن الإيمان هو المدخل الحقيقي لأي عبادة حتى تؤتي ثمارها المرجوة.
كما أشار إلى حديث جبريل عليه السلام، حين سأل النبي ﷺ عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، فجاءت الإجابة لتعكس تكامل الأركان الثلاثة التي لا يستقيم الدين إلا بها.
الدعوة إلى الوعي الشامل بمفهوم الدين
في ختام حديثه، دعا الدكتور نظر عياد إلى ضرورة الوعي بمفهوم الدين الإسلامي بشموليته، وعدم اختزاله في جانب واحد، مشددًا على أن تكامل العقيدة، والشريعة، والأخلاق هو السبيل لتحقيق السلوك القويم الذي يؤدي إلى صلاح الفرد والمجتمع، وترسيخ القيم التي دعا إليها الإسلام.
وأكد أن هذا التكامل هو ما يصنع إنسانًا واعيًا، قادرًا على العيش في سلام داخلي وخارجي، متوازنًا في علاقته مع الله ومع الآخرين، ملتزمًا بالقيم والمبادئ التي تبني المجتمعات وتحقق الاستقرار.