كوريا الجنوبية بين الانقسام والغضب.. مظاهرات حاشدة مؤيدة ومعارضة لعزل الرئيس يون سوك يول
شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سول، اليوم السبت، مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول يون سوك يول، في ظل تداعيات سياسية متصاعدة عقب محاولة يون الفاشلة لفرض الأحكام العرفية، والتي أدت إلى عزله لاحقًا.
تزامنت هذه المظاهرات مع ذكرى حركة الاستقلال الكورية الجنوبية ضد الاستعمار الياباني في 1 مارس، ما زاد من رمزية الحدث، في حين جاءت بعد أيام من جلسة الاستماع النهائية التي عقدتها المحكمة الدستورية بشأن قضية عزل الرئيس، استعدادًا لإصدار قرارها النهائي.
مظاهرات حاشدة ومشاركة سياسية واسعة
وفقًا لتقديرات الشرطة المحلية، شارك نحو 150 ألف شخص في المظاهرات من الجانبين، مما دفع السلطات إلى نشر حوالي 6400 ضابط وأكثر من 230 حافلة للسيطرة على الحشود وتأمين الشوارع الرئيسية.
حضر المسيرة المؤيدة ليون عدد من نواب حزب قوة الشعب الحاكم، من بينهم النائب يون سانج هيون، الذي ألقى رسالة نيابة عن الرئيس المعزول. قال يون في رسالته:
"عندما تضيع الإرادة والشعور بالمسؤولية للدفاع عن الحرية، فإن الشمولية الشيوعية والشعبوية ستحل محلها.. يجب أن نقاتل حتى النهاية بهذه الإرادة والشعور بالمسؤولية".
رفع المتظاهرون المؤيدون لافتات تدعم إعلان الأحكام العرفية ولوّحوا بالأعلام الكورية والأمريكية، بينما هتفوا باسم الرئيس المعزول تعبيرًا عن ولائهم له ورفضهم لقرار عزله.
معارضة قوية تطالب بتأكيد العزل
على بعد كيلومتر واحد فقط من المظاهرة المؤيدة، نظم الحزب الديمقراطي المعارض، إلى جانب 4 أحزاب أخرى، مظاهرة ضخمة للمطالبة بعزل يون نهائيًا من منصبه، حيث توافد حوالي 18 ألف شخص بالقرب من محطة أنجوك، حيث تقع المحكمة الدستورية.
شارك في هذه المسيرة 130 نائبًا معارضًا، من بينهم زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونج، الذي قاد الحشد داعيًا إلى محاسبة الرئيس على قراراته التي هددت استقرار البلاد، مؤكدًا أن الشعب الكوري لن يقبل بعودة الحكم العسكري بأي شكل.
انتظار حاسم لقرار المحكمة الدستورية
في ظل هذا الانقسام الحاد، تترقب كوريا الجنوبية قرار المحكمة الدستورية، الذي سيحدد مصير الرئيس المعزول، وسط دعوات محلية ودولية لاحترام الديمقراطية ومبادئ سيادة القانون.
وبينما يُظهر الحراك الشعبي حجم الاستقطاب العميق في المجتمع الكوري الجنوبي، يبقى مستقبل البلاد معلقًا على الحكم المرتقب، الذي قد يعيد يون إلى السلطة أو يُثبت عزله، في خطوة قد تُعيد رسم المشهد السياسي بالكامل.
