ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 2% مع تصاعد التوترات بشأن الإمدادات العالمية
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2% خلال تعاملات يوم الخميس، مع تنامي المخاوف بشأن الإمدادات العالمية، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء ترخيص شركة "شيفرون" للعمل في فنزويلا. ورغم ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا قد يؤثر على تدفقات النفط الروسية.
ارتفاع الأسعار في السوق العالمية
صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.51 دولار أو بنسبة 2.08% لتستقر عند 74.04 دولار للبرميل عند التسوية. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.73 دولار أو بنسبة 2.52% لتسجل 70.35 دولار للبرميل، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
تداعيات إلغاء ترخيص "شيفرون"
أدى قرار إلغاء ترخيص شركة "شيفرون" إلى منعها من تصدير النفط الخام الفنزويلي، ما يعني أن شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA قد تضطر إلى البحث عن أسواق بديلة، لأن مصافي التكرير الأميركية لن تتمكن من شراء النفط بسبب العقوبات. وتُصدر "شيفرون" حوالي 240 ألف برميل يوميًا، ما يعادل 25% من إنتاج فنزويلا النفطي، وهو ما يهدد بخفض الإنتاج الكلي للبلاد.
وأشار محللون من TD Cowen إلى أن خروج "شيفرون" قد يفتح المجال أمام أوبك+ لزيادة إنتاجها لتعويض النقص، لكن في حال عدم حدوث ذلك، قد ترتفع أسعار النفط الثقيل الحامضي، مما يزيد الأعباء على المصافي الأمريكية الساحلية.
أوبك+ تراجع خطط زيادة الإنتاج
وفي سياق متصل، ناقشت أوبك+ إمكانية تعديل خطتها لزيادة الإنتاج في أبريل، في ظل العقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران وروسيا. ووفقًا لتصريحات ثمانية مصادر في التحالف، هناك نقاشات حول ما إذا كان من الأفضل المضي قدمًا في الزيادة المخطط لها أو تأجيلها لتجنب ضغوط إضافية على الأسعار.
آفاق السلام في أوكرانيا وتأثيرها على السوق
في الوقت ذاته، تتركز الأنظار على جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن يوم الجمعة لتوقيع اتفاقية تتعلق بالمعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، رغم إقراره بأن نجاح المفاوضات يعتمد على استمرار الدعم الأميركي.
التباطؤ الاقتصادي الأمريكي وزيادة إعانات البطالة
تأتي هذه التطورات بينما أظهرت البيانات الاقتصادية تباطؤ النمو في الولايات المتحدة خلال الربع الرابع من 2024، مع استمرار فقدان الزخم الاقتصادي في بداية العام الجديد. كما ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة، في مؤشر على تباطؤ سوق العمل، ما يزيد المخاوف من تراجع الإنفاق الاستهلاكي في ظل ارتفاع الأسعار الناجم عن الرسوم الجمركية.
المشهد النفطي تحت ضغوط متشابكة
وفي ظل هذه العوامل المتشابكة، أكد محللون في PVM أن أسواق النفط ستظل في حالة من التذبذب إلى حين ظهور وضوح أكبر بشأن التعريفات الجمركية والتطورات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية. وأضافوا: "الأسواق تكره الضبابية، وما لم يُرسم مسار واضح بشأن التجارة والسلام، ستبقى الأسعار في حالة دفاعية مع ارتفاعات مفاجئة بناءً على تطورات الأخبار".
ويبدو أن أسعار النفط ستظل رهينة للتحولات السياسية والاقتصادية الكبرى، سواء ما يتعلق بالأوضاع في فنزويلا وروسيا، أو بمستقبل المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ما يعني أن الأيام المقبلة قد تحمل المزيد من التقلبات في الأسواق العالمية.
