الدولار يقفز بعد إعلان ترامب عن موعد تطبيق الرسوم الجمركية
ارتفع الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن موعد تطبيق الرسوم الجمركية بنسبة 25% على جيران الولايات المتحدة، ما أدى إلى تراجع العملتين المكسيكية والكندية. وصرح ترامب أن هذه الرسوم ستُطبق بدءًا من 4 مارس، ما دفع مؤشر بلومبرج للدولار الفوري للصعود بنسبة 0.6%، محققًا أكبر مكاسب يومية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وشهد الدولار الكندي انخفاضًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 1.4436 مقابل الدولار الأمريكي، بينما تراجع البيزو المكسيكي بنسبة 0.6% ليُسجل 20.55 للدولار الواحد. هذا الانخفاض جاء استجابة مباشرة لتأكيد ترامب على قراره من خلال منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.
رد فعل الأسواق وتصريحات الخبراء
أوضح يوسوكي ميايري، استراتيجي تداول العملات في "نومورا إنترناشيونال": "أصبحت الأسواق أكثر تكيّفًا مع مخاطر الرسوم الجمركية"، مضيفًا أن موقف ترامب المتشدد حيال التعريفات الجمركية يبدو ثابتًا دون أي تراجع.
وكان متداولو العملات قد تلقوا رسائل متضاربة من الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، ما أحدث حالة من التذبذب في الأسواق. ففي يوم الأربعاء، شهد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي ارتفاعًا مؤقتًا بعد أن أشار ترامب إلى احتمال تأجيل تنفيذ الرسوم حتى أبريل. ومع ذلك، أكد البيت الأبيض لاحقًا أن الموعد المحدد لا يزال 4 مارس، ما أعاد الضغط على العملتين.
التعريفات تمتد إلى أوروبا والصين
لم تتوقف سياسة التعريفات الجمركية عند الشركاء الإقليميين، إذ ألمح ترامب في اليوم ذاته إلى إمكانية فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات القادمة من أوروبا. يُضاف ذلك إلى الرسوم البالغة 10% المفروضة بالفعل على الواردات الصينية، مما يُوسع نطاق الإجراءات التجارية الأمريكية لتشمل أسواقًا عالمية أوسع.
ويُراهن المستثمرون على استمرار قوة الدولار في ظل سياسات ترامب التجارية، إذ يُتوقع أن ترفع التعريفات الجمركية التضخم في الولايات المتحدة، مما يعزز عائدات السندات الأمريكية. ورغم هذا التفاؤل، فقد تلاشى جزء من الزخم الصعودي للدولار خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 4.5% من يوم الانتخابات حتى 15 يناير، لكنه تراجع بنسبة 1.5% منذ ذلك الحين.
وأكدت هيلين جيفن، متداولة العملات الأجنبية في "مونيكس": "من المتوقع أن يرتفع مؤشر الدولار مع بدء تنفيذ الرسوم الجمركية، ولكن يجب الحذر من أن هذا الارتفاع قد لا يكون دائمًا". وأشارت إلى أن التقلبات ستظل سمة أساسية في السوق، وأن استمرارية قوة الدولار ليست بالضرورة أمرًا محسومًا.
وفي ظل التوجهات التجارية الحازمة للإدارة الأمريكية، يبدو أن الأسواق ستظل في حالة من التأهب والترقب. وبينما يراهن البعض على تعزيز الدولار، يظل مستقبل العملة الأمريكية مرتبطًا بتطورات السياسة التجارية واستجابة الشركاء الدوليين لهذه الإجراءات التصعيدية. وفي الوقت الذي تُطبق فيه الرسوم الجديدة، ستظل أعين المستثمرين مُثبتة على أي إشارات قد تُغير مسار الأسواق في المرحلة المقبلة.
