قناة السويس تتوقع عودة الخطوط الملاحية تدريجيًا مع استمرار وقف الحرب

توقعت هيئة قناة السويس المصرية عودة المزيد من الخطوط الملاحية للعبور عبر القناة خلال الأشهر المقبلة، وذلك بشرط استمرار وقف الحرب في المنطقة. وأوضح الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، أن 47 سفينة عدلت مسارها لاستخدام القناة بدلًا من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية فبراير الجاري، في مؤشر إيجابي لاستعادة الممر الملاحي لحركته الطبيعية تدريجيًا.
تراجع الإيرادات وتأثير الصراع الإقليمي
أوضح ربيع أن قناة السويس شهدت تراجعًا حادًا في الإيرادات بلغ 60% بسبب الحرب والتوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، ما تسبب في خسائر تقدر بنحو 7 مليارات دولار خلال العام المالي المنتهي في يونيو 2025. ومع بدء سريان الهدنة بين إسرائيل وحماس، بدأت بعض السفن تعود للعبور عبر القناة، مع توقعات بعودة الحركة بشكل كامل بحلول منتصف العام، حال استمرار وقف إطلاق النار.
حركة السفن بين التراجع والتحسن
حاليًا، تمر عبر القناة 32 سفينة يوميًا، مقارنة بـ75 سفينة يوميًا قبل اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023. وأشار ربيع إلى أن الناقلات العملاقة لا تزال غير قادرة على العبور في الوقت الحالي، رغم الجهود المستمرة للتنسيق مع الخطوط الملاحية العالمية.
وفي المقابل، أكدت شركة "إيه. بي. مولر-ميرسك"، أكبر شركة شحن في العالم، أنها لن تعيد سفنها إلى مسار البحر الأحمر قبل منتصف العام الجاري، معتبرة أنه من السابق لأوانه التخطيط للعودة الكاملة لاستخدام القناة.
مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار
خلال كلمته في افتتاح المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج"، أكد ربيع أن أزمة البحر الأحمر فرضت تحديات أمنية غير مسبوقة أثرت على استدامة سلاسل الإمداد العالمية. ومع ذلك، أشار إلى أن المباحثات مع الخطوط الملاحية واستشعار العملاء لوجود مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار، دفعت بعض السفن لتعديل مسار رحلاتها والعودة إلى العبور عبر القناة.
التهدئة في البحر الأحمر وتوقعات التعافي
أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن أنها ستوقف استهداف السفن الأمريكية والبريطانية، استجابة للجهود الدولية لخفض التصعيد في القتال بين إسرائيل وحماس. وعلى الرغم من هذه التهدئة، لا تزال شركات الشحن العالمية حذرة، وتفضل التريث قبل العودة الكاملة إلى المسارات التقليدية عبر قناة السويس.
استمرار خطط التطوير رغم التحديات
أكد رئيس هيئة قناة السويس أن التحديات الأمنية والاقتصادية لم تُعيق القناة عن استكمال خططها التطويرية الطموحة، لضمان جاهزيتها واستعدادها الكامل لاستيعاب حركة الملاحة العالمية مع عودة الاستقرار. وأعرب عن ثقته في أن القناة ستستعيد دورها المحوري في التجارة العالمية، خاصة مع تحسن الأوضاع في البحر الأحمر ونجاح الجهود الدولية في الحفاظ على أمن واستقرار الممرات الملاحية.