رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ترامب يسعى لاستعادة أموال المساعدات الأمريكية عبر صفقة معادن مع أوكرانيا

نشر
ترامب وزيلينسكي
ترامب وزيلينسكي

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، أنه يسعى لاستعادة الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن الموارد المعدنية بين البلدين بات قريبًا. ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، قد تسفر هذه الصفقة عن عائدات تصل إلى 500 مليار دولار لصالح الاقتصاد الأمريكي.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المفاوضات شهدت تطورًا ملموسًا، حيث اقتربت إدارة ترامب من إبرام اتفاق يمنح الولايات المتحدة حقوقًا حصرية في استغلال الموارد الطبيعية الأوكرانية، وذلك في إطار مساعٍ لتأمين مصالح اقتصادية طويلة الأجل في المنطقة.

تأتي هذه التحركات في وقت حساس، مع اقتراب الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير، حيث تصاعدت التوترات بين كييف وواشنطن بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل بشأن موقفه من روسيا.

ترامب يضغط وزيلينسكي يهدئ التوترات

على الرغم من رفض ترامب المبدئي للاتفاق، صعّد الرئيس الأمريكي من ضغوطه مؤخرًا، ملوحًا بإمكانية الانحياز إلى روسيا لإنهاء الحرب. وقال ترامب خلال اجتماع بالبيت الأبيض: "نحن على وشك توقيع اتفاق، ونأمل أن يحدث ذلك في القريب العاجل".

في المقابل، سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تهدئة الأوضاع، مؤكدًا أن بلاده تعمل على صياغة اتفاق متوازن بين الحكومتين. وكتب زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "يمكن لهذه الاتفاقية أن تضيف قيمة حقيقية لعلاقاتنا، والأهم هو ضمان التفاصيل الصحيحة لنجاحها".

صفقة المعادن.. بين المصالح الاقتصادية والضمانات الأمنية

كشفت تقارير أن فكرة الشراكة الاقتصادية بين البلدين طُرحت لأول مرة أواخر العام الماضي، عندما طلب وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، من زيلينسكي توقيع اتفاق يمنح البيت الأبيض وصولًا تفضيليًا للموارد الطبيعية الأوكرانية، مقابل 500 مليار دولار، كتعويض عن المساعدات العسكرية السابقة.

إلا أن زيلينسكي رفض التوقيع دون الحصول على ضمانات أمنية أمريكية لفرض أي تسوية مستقبلية مع روسيا، مشددًا على أهمية وجود التزامات واضحة لحماية سيادة بلاده بعد الحرب. وذكرت الصحيفة أن المحادثات مستمرة، مع تبادل المسودات بين الجانبين للوصول إلى صيغة توافقية.

ترامب يهاجم بايدن وزيلينسكي

وفي مقابلة إذاعية مع شبكة "فوكس نيوز"، عبّر ترامب عن استيائه من الخطاب الأمريكي التقليدي الذي يُحمّل روسيا مسؤولية الحرب، مهاجمًا الرئيس الأوكراني وسلفه الأمريكي. وقال: "في كل مرة أقول فيها إن الحرب ليست خطأ روسيا بالكامل، أتعرض لهجوم من الإعلام الكاذب. الحقيقة أن بايدن وزيلينسكي ارتكبا أخطاء كبيرة ساهمت في استمرار الصراع".

تعكس هذه التصريحات موقف ترامب التجاري البحت في إدارة الأزمات الدولية، حيث يبدو حريصًا على تحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة من أي اتفاق مستقبلي، حتى لو كان ذلك على حساب تحالفات واشنطن التقليدية.

مستقبل العلاقات الأمريكية الأوكرانية

تُبرز المفاوضات الحالية مدى تعقيد العلاقات الأمريكية الأوكرانية، إذ تسعى واشنطن لتعزيز مصالحها الاقتصادية في مقابل استمرار دعمها العسكري والسياسي لكييف. في الوقت نفسه، تُدرك أوكرانيا أهمية الحفاظ على شراكتها مع الولايات المتحدة، لكنها تحاول ضمان أمنها القومي في ظل تهديدات مستمرة من موسكو.

وتُعد الأيام المقبلة حاسمة لتحديد ملامح الصفقة المحتملة، التي قد تشكل نقطة تحول في مسار الحرب الأوكرانية وتعيد رسم خريطة التحالفات في أوروبا الشرقية.

عاجل