فنانو سيمبوزيوم أسوان يعيدوا امجاد الفراعنة

سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت .. من الأحداث المهمة العالمية علي الأجندة الثقافية .. هناك في أسوان التي تشهد تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني في معبد ابو سمبل، هناك فنانين مصريين وعالمين اعادوا امجاد الفراعنة من خلال النحت علي الجرانيت الصلب الذي استخدمه القدماء المصريين وزينوا معابدهم العملاقة من هذا النوع من الجرانيت، اليوم فنانين عالمين ومصريين رجال ونساء نحاتين داعبوا بأناملهم احجار الجرانيت الصلب.. شكلوا احلامهم بالزمبيل، وكانت المتحوتات قمة في الابداع .
يقول المعماري حمدي السطوحي المشرف علي صندوق التنمية الثقافية: تأملت قطع الجرانيت الصلب، والتي تم تجهيزها للفنانين ليبدعوا في إنتاج منتجات ثقافية فنية تعُبر عن رؤى وأفكار فنية مستهدفة، تأملتها متسائلاً .. هل سألنا تلك القطع" ماذا تريد أن تصبح ؟"
وتأملتها متابعاً وراصداً، فوجدت نفسي أتخيل حواراً دائراً بين الأنامل والجرانيت، وكأن قطع الجرانيت تحاور الفنان وتطلب منه ان يُبدع منتجاً منها عملاً فنيا ً ذو أبعاد فنية وثقافية متميزة، كما حدث على مدار ليس فقط ما يقارب الثلاثون عاماً الماضية منذ تأسيس سيمبوزويم أسوان الدولي للنحت، بل تمتد إلى الاف السنين منذ كان أجدادنا يبدعون في التعامل مع كتل الجرانيت منتجين أعمالاً خالده حتى اليوم.
وتقول النحاتة منة اسكندراني "من أسوان وإلى أسوان" لم تكن مشاركتها في ورشة الشباب بالدورة ٢٨ من سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت حدثا عابرا في حياة الفنانة، بل كانت رحلة ملهمة لمشروع فني جديد أهّلها للمشاركة في الورشة الأساسية هذا العام، والتي تعيش من خلالها مغامرة مختلفة لترضي شغفها بمراقبة الطبيعة، والبحث فيها عن مفردات تشكل بصمتها الفنية المميزة، وترسم بخطوط انسيابية ملامح دقيقة تمنح الروح لأحجار الجرانيت الصلبة.
وتقول منة أنها خلال رحلة نيلية نظمتها إدارة السيمبوزيوم العام الماضي للفنانين المشاركين رصدت عددا من الطيور التي تحلق على ضفاف النهر، وهذا المشهد ألهمها الفكرة الأساسية الذي يقوم عليها عملها في الدورة ٢٩، حيث تعمل على تطويع الحجر ليخرج منه شكل طائر فاردا جناحيه ومحلقا في عنان السماء، وهو العمل الذي تهديه لمدينة أسوان الملهمة.
تؤكد منة اسكندراني التي تعرفت في الدورة السابقة على كيفية التعامل مع الجرانيت، أنها اكتسبت مهارات وخبرات جعلتها تنجز قطعتها النحتية في وقت قصير رغم حجمها الكبير بالمقارنة للعمل الذي قدمته بالدورة السابقة.
النحت على الأحجار الصلبة أصبح هذه المرة يحمل لها متعه خاصة، فلم يعد يتطلب مجهود كبير أو قوة بدنية، ولكنه يحتاج تركيز وحساسية خاصة، وبعدها يصبح مثل خامات عديدة تعاملت معها منذ التحاقها بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، ومنها الخشب وأحجار مختلفة.
أما النحات فرحات أوزجور من تركيا، يصف مشاركته في سيمبوزيوم أسوان بالتجربة المميزة، ويقوم من خلالها بإنجاز منحوتة ضخمة من الجرانيت، الذي أستخدم في صنع تماثيل تاريخية، مؤكدا أن العمل في سيموزيوم أسوان هي أفضل تجاربه مع مثل هذه الملتقيات الدولية على الإطلاق، حيث اتاحت له التعرف على معابد فرعونية، ومتاحف الأثرية، وأماكن لا تتاح للكثيرين فرصة زيارتها.
وعن فلسفة العمل الخاص به قال فرحات أوزجور أن جميع الثدييات على الأرض تتواصل عبر اللمس، ويُعتبر الاتصال الجسدي أكثر أشكال الحب والمودة كثافة، سواء كان بين البشر أو الحيوانات، ونشعر بهذه الكثافة بوضوح عند مراقبة تواصل الأم مع طفلها، ومن هنا جاءت الفكرة الرئيسية لديه، وهي التعبير عن مشاعر الحنان والاحتضان والتلامس من خلال التصميم الذي وضعه لعمله الفني.
يتكون العمل من جزأين رئيسيين، الأيمن والأيسر، وهما كتل هندسية ضخمة، يرمز الجزء الكبير إلى الأمومة، بينما يُصوّر الجزء الصغير طفلها، حيث يمتد الجزء الهندسي الكبير نحو الأسفل معبرا عن حساسية الأمهات تجاه أطفالهن، فيما يتجه الشكل الهندسي الصغير نحو القطعة الأكبر ليلتمس عندها الدفيء والحنان.
وأوضح الفنان التركي أنه حاول عبر هذا التصميم أن يشرح مفهموم الحنان، الذي استحضر فيه مشاعر أم تجاه طفلها، والذي يراه أجمل وأعمق مثال للحب.
أما مارتن ماثياس (ألمانيا) ، يشارك في الدورة ٢٩ من سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت لأول مرة، ويرى أن طبيعة أسوان الخلابة، ونهر النيل، والصحراء، وعبق التاريخ الغني، والحضور الطاغي للحجر، أشياء تجتمع لتجعل من ملتقى أسوان لفن النحت حدثا فريدا، ومكانا مميزًا للعمل، يلهم للفنان، فضلا عن اختيار موقع العمل إلى جوار مقر الإقامة والذي يجعل منه بيئة مثالية للإبداع.
ويقول الفنان الألماني أن المنحوتة التي يقدمها في السيمبوزيوم تحمل اسم "الوادي يعانق الظلال"، واختار لها قطعة من الجرانيت الوردي ٢ متر × ٢ متر × ١ متر.
ويستلهم فيها الفنان أجواء أسوان الساحرة، فيما يقوم العمل على فكرة بسيطة، حسب وصفه، أرد من خلالها أن يلين الحجر عبر خلق أسطح ناعمة وانسيابية، بشكل يجعل القطعة الفنية قارة على دعوة الناس للتفاعل معها، والشعور بالراحة عند مشاهدتها، ولكنه في نفس الوقت حفاظ على جوهر الحجر الطبيعي، بدلاً من العمل على تغيير روح الجرانيت بشكل جذري، وهو ما يمثل منهجه الخاص في التفاعل مع خامة الحجر، والذي يحرص دائما على تعزيز حضوره دون أن يفرض عليه شيئًا يغيير من طبيعته.
باهر أبو بكر من مصر، يهتم الفنان باهر أبو بكر في أعماله بالإنسان، والذي يكون حاضرا دائما في معظم تجاربه الفنية، عبر تجسيده لأشخاص في حالات شعورية مختلفة، فهو يراه مفتاح التواصل بينة وبين جمهور فنه، ويؤمن بأن أقرب طريق لقلوب الناس أن يقدم لهم ما يستطيعون فهمه، والتفاعل معه، بعيدا عن المبالغة الشديدة في التجريد والتلخيص.
ورغم مشاركة باهر في الدورة 26 من سيموزيوم أسوان الدولي للنحت، والذي يعود له هذا العام كأحد فناني الورشة الأساسية، ليقدم خلاصة تجربته، ويطرح رؤيته الفكرية التي تشكلت على مدار سنوات، والمنحازة للإنسانية بوجه عام، حيث تشغله تلك اللحظات الفارقة في الحياة، والبحث عن عوالم جديدة.
وفي العمل الذي يقدمه بالدورة 29 من السيمبوزيوم يتناول لحظة من لحظات التأمل لفتاه في وضع الجلوس بشكل يحفز المتلقي علي مشاركتها هذه الحالة التأملية، واسقطها على واقعه.
وعن خصوصية مشاركته في فعاليات الدورة الحالية من السيمبوزيوم يقول باهر أبو بكر أن الجو العام في مدينة أسوان يبعث على الإبداع، ويحفز المشاعر، فضلا عن كونه تظاهره تشكيلية تقوم على التعامل مع أحجار الجرانيت، وهي خامة صلبة تحتاج الكثير من الحساسية والصبر في تشكيلها، وتسخيرها برفق لتحمل الفكرة للمتلقي.
علا موسى من مصر تقول "كنت دائمًا مهتمة بمختلف ألوان الفنون، ولكن عندما درست في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، إكتشفت شغفي الحقيقي بالنحت، والذي تعلمت أصوله على أيدي أساتذة ومبدعين كبار".. بتلك الكلمات أكدت الفنانة علا موسى عمق إرتباطها بفن النحت، وإنتمائها لكلية الفنون الجميلة التي تخرجت فيها، وتشتغل بها كمدرس في قسم النحت.
وكذلك جاءت مشاركتها الأولى في ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان في عام 2017، وهذا العام تقدم علا موسى في ورشته الأساسية عملا يحمل عنوان "صعود"، وهو عبارة عن "دعسوقة" – وهي حشرة طائرة صغيرة الحجم ـ تتسلق كتلة طولية من الحجر في محاولة للوصول إلى القمة، في فكرة رمزية تعبر بها عن حالة من حالات الصبر والتحدي والطموح، حيث تمثل "الدعسوقة" في عملها الإنسان الذي يواجه التحديات، ويحاول التغلب عليها من أجل الوصول إلي هدفه.
وترى الفنانة علا موسى أن خامة الجرانيت أضفت علي عملها قوة وثبات يؤكدان المعنى ويعطيان إحساسا بحالة الصعود والتحدي.
أحمد عسقلاني من مصري يري ان النحت ليس مجرد مهنة ينتمي إليها أو هواية يلجأ لها في أوقات الفراغ، بل هو حالة عشق ولدت منذ الصغر، وأخذته لآفاق واسعة وحياة كاملة يعيشها بكل تفاصيلها.
حين اختاره الفنان الراحل آدم حنين للمشاركة في ورشة الشباب عام ٢٠٠٣ كان يعلم بخبرته ونظرته الثاقبة انه مشروع نحات مصري واعد، وكان عسقلاني عند حسن ظنه، واستحق المشاركة بالورشة الأساسية في العام التالي، لينطلق نجمه في عالم النحت، ويتم اختياره في عام ٢٠٠٩ للمشاركة ببينالي فينسيا.وعن مشاركته في الدورة ٢٩ من سيمبوزيوم أسوان يقول عسقلاني، أنها محطة مهمة في مشواره، خاصة وأنها المرة الثالثة له في تلك الأجواء التي تتيح له فرصة الالتقاء بفنانين مميزين من مختلف دول العالم.
وأوضح أنه يقدم هذا العام فكرة تتناول تناقضات نعيشها في عالمنا، وذلك من خلال عمل تمثال يحمل عنوان "أم وردة حمرا"، يصور فيه امرأة متكئة على جانبها، وهى ممسكة بوردة، تحاول من خلالها إضفاء حالة مزيفة للتعبير عن الرقة والأنوثة والجمال، بينما يكشف باقي الجسد حقيقتها.
ويشير إلى ذلك التباين في أحجام أعضاء التمثال، فبينما يظهر الرأس صغيرا، تبدو باقي الأعضاء متضخمة بما يبرز حالة التناقض، والتباين بين جمال الوردة، وطبيعة الجسد الذي ينم عن غياب للعقل، وميل لاستخدام القوة والعنف.
محمود كشك وفي مشاركة أولى له بورشة الشباب بسيموزيوم أسوان، يخوض تجربة التعامل مع الجرانيت، والذي يرى فيه تحدي كبير ومتعه خاصة للنحات، والذي يعمل على تحويل تلك الخامة الصلبة إلى خطوط لينة.
ويقول عن عمله بالسيمبوزيوم أنه تجريد يستلهم فيه أحد الرموز المصرية القديمة، والذي ظهر على القلادات والحلي في العصر الفرعوني، واستخدم في بعض العصور القديمة كوسام يرمز للنصر والحرية، وهو يأخذ شكل ذبابة ذهبية بأجنحة طويلة، أطلق عليها الفراعنة اسم "عفف".
ومن وجهة نظره يرى محمود كشك أن اهتمام المصري القديم بهذه الحشرة ربما يرجع إلى اكتشافه براعتها وسرعتها وقدرتها علي المراوغة، ومن هنا جعل منها رمزا للتفوق ووسام يوضع على الصدر والرأس.
وأشار إلى أنه تناولها في معظم أعماله بصورة مجسمة، وصياغات تشكيلية معاصرة تقوم على التجريد والمزح بين الأشكال الهندسية والعضوية.
ماريا يوسف تقول ان كلمة "يوفوريا" كلمة تعني الشعور بالنشوة أثناء فعل شئ ما، وهي تجسد الحالة الشعورية التي يعيشها فنان أثناء لحظات الإبداع، وحول هذا المعنى تدور فكرة العمل الذي تقدمه الفنانة ماريا يوسف في ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان في دورته الـ ٢٩.
تصور الفنانة من خلال عملها راقصة بالية أثناء تأدية إحدى الحركات الصعبة بشكل يظهر رشاقتها على رغم من امتلاء بدنها، وتعبر من خلالها عن حالة العشق التي تربطها بفنون الأداء الحركي ومنها رقصات البالي، ولعبة الجمباز، والتي تتداعى صورا منها من اللا وعي على صفحة الورقة كلما حاولت رسم اسكتش.
وتؤكد أن مشاركتها في ورشة السيمبوزيوم تمثل لها محطة انطلاق مهمة في مشوارها المهني، والذي بدأته مع دراستها بالكلية، حيث شاركت في معارض ومسابقات مهمة، منها مسابقتي آدم حنين وفاروق حسني وورشة سيمبوزيوم مدينتي للرخام، ومعرضي "افرو آرت" و"الطلائع".
نوران إبراهيم نشأتها في مدينة الإسكندرية الساحلية كانت سببا في ارتباطها بالبحر، وشغفها بالطبيعة جعلها تراقب حركة الأمواج وتدفق المياه بين الصخور، ومنها استحضرت الفنانة نوران إبراهيم الفكر الأساسية للعمل الذي تقدمه من خلال ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، والذي تسجل من خلاله لحظة التقاء صدفتين بفعل الأمواج. وتصف نوران عملها بأنه تشكيل عضوي حر، تمثل فيه الكتلة الصلبة بالمنتصف محور التقاء الصدفتين، والتي تشير إلى الطاقة الكامنة داخل البحر وقوة تأثيره، بينما تعبر الأشكال المتطايرة على الجانبية عن الأمواج المتدفقة، والتي تشكل إيقاع البحر المتغير طوال الوقت.
وتقول أنها كان لديها أفكار كثيرة عن البحر وعالمه الساحر وهي تعمل على نحت القطعة الحجرية، ومنها الغموض والحرية وانسيابية الإحساس الإنساني مع الطبيعة، مؤكدة أن خامة الجرانيت أضافت لعملها، وحققت فكرة التضاد بين القوة والنعومة.
أدريان انتونيو من المكسيك يرى النحات المكسيكي إن سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت هو ورشة فن حقيقية، يدرك فنانو نحت الحجر حول العالم أهميته كحدث دولي ترسخت تقاليده عبر السنوات المتعاقبة.
ويقول إنه حاول المشاركة فيه سابقًا، وبعد فترة من الزمن تم اختياره للمشاركة في الدورة ٢٩، ليتحقق بذلك حلمه في أن تتاح له فرصة نحت تمثال له على جرانيت أسوان، مؤكدا شعوره بالفخر تجاه هذه التجربة التي وصفها بالفريدة والممتعة.
اختار أدريان لمنحوتته المسماة "المرونة الروحية" قطعة من الجرانيت الأحمر تبلغ أبعادها 110 × 220 × 110 سنتيمتر، ويتكوّن العمل من خط تحيط به ثلاثة عناصر دائرية، كل دائرة تندمج وتشكل قطعة واحدة، لترسم عدة محاور في الفضاء.
وترمز الثلاث دوائر المتصلة في خط واحد إلى أعين وفكي "تلالوك" إله الماء والمطر في الثقافة المكسيكية، والذي يقصد منه ربط مشروعه الفني بعنصر الماء، والذي يمثل حالة وجدانية خاصة، يتمتع بها الشعب القاطن على ضفاف نهر.
وأشار أدريان للتقارب بين الثقافتين المصرية والمكسيك، حيث بُنيت كليهما من الحجر، وقال: إذا كانت الحضارات السابقة قد استخدمت الحجر في أعمالها، فإن نحت الحجر في سيموزيوم أسوان يعيد إحياء هذه الطاقة الإبداعية من جديد.
ويرى الفنان المكسيكي أن النحت، إبداع بلا حدود، ولا قيود عليه، ويظل دائمًا مرآة لذلك الجانب الإنساني، والجهد المستمر لإطلاق حراك ثقافي، وخلق متحفًا مفتوحًا في الهواء الطلق ليكون نافذة للفن الذي يتجاوز حدود الزمن.
تحت عنوان "التكوين" يطرح الفنان الجورجي ألكسندر فوفكادزه أفكاره بلغة النحت، لاعتقاده بأن النحت يتحدث ويروي القصص التي يراها في أعماق روحه.
ويقول إن النحت لغة حرة لا حدود لها، تنبع من الروح، وتتحول إلى أشكال في الفضاء، لينقل الفنان من خلاله مشاعره الروحية للناس، ويفتح معهم الحوار عن الحب، والجمال، والفرح، والألم، والشغف، والخير، والشر، الموت والحياة.
وفي اعتقاده يرى ألكسندر فوفكادزه أن النحت هو حياة أبدية على الأرض، وهو على عكس الجسد البشري الفاني، حيث يبقى قطعة من روح النحات لتواصل رحلتها الأبدية عبر الزمن بعد وفاة الجسد المادي.
وفي عمله الفني بسيموزيوم أسوان الدولي للنحت، يحاول ألكسندر فوفكادزه أن يعكس الحالة الروحية التي عاشها منذ لحظة وصوله إلى أسوان، وكيف أثرت فيه هذه الأرض المحاطة بجبال الجرانيت، والتي بثت في نفسه شعور بطاقة كونية مذهلة، تجمع بين القوة والغموض، وكأن حياة خالدة وعظيمة قد وُلِدت في أعماقه.





