أمريكا تضغط على العراق لاستئناف صادرات نفط كردستان.. وعقوبات محتملة في الأفق

كشفت ثمانية مصادر مطلعة لوكالة رويترز، أمس الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تكثف ضغوطها على الحكومة العراقية لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان، مهددة بفرض عقوبات مماثلة لتلك المفروضة على إيران في حال عدم استجابة بغداد للمطالب الأمريكية.
واشنطن تسعى لتعويض نقص النفط الإيراني
تأتي هذه الضغوط ضمن سياسة "أقصى الضغوط" التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد طهران، حيث تهدف واشنطن إلى تقليص تدفقات النفط الإيراني إلى الصفر، ما يدفعها للبحث عن بدائل لتعويض النقص المحتمل في الإمدادات العالمية. وفي هذا السياق، يمثل إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه مستقل، مصدرًا حيويًا للنفط، إذ يمكن لاستئناف صادراته أن يساعد في استقرار الأسواق العالمية وتقليل الاعتماد على إمدادات أخرى.
اتفاق وشيك لاستئناف الصادرات
وأعلن وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، أن صادرات النفط من إقليم كردستان ستُستأنف الأسبوع المقبل، بعد توقف دام قرابة عامين إثر نزاع طويل بين بغداد وأربيل. يُنظر إلى هذا الإعلان كإشارة إيجابية لتحسن العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، ما يعزز استقرار سوق النفط العالمي ويسهم في زيادة المعروض.
الأثر المتوقع على أسعار النفط
يرى مراقبون أن استئناف صادرات نفط كردستان سيُسهم في تعزيز الإمدادات النفطية العالمية، مما قد يضغط على الأسعار نحو الانخفاض أو يحد من التقلبات السعرية. وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على الدول المنتجة للنفط لضمان استقرار الإمدادات، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
تداعيات النزاع القانوني مع تركيا
توقف تدفق النفط الكردي في مارس 2023، بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية تركيا بدفع 1.5 مليار دولار كتعويضات للعراق بسبب تصدير النفط الكردي عبر خطوط الأنابيب دون تصاريح رسمية بين عامي 2014 و2018. وأدى هذا الحكم إلى تعقيد العلاقات بين بغداد وأربيل، قبل أن تثمر الوساطات والضغوط الدولية عن انفراجة في الأزمة.
ويشير الخبراء إلى أن التحرك الأمريكي يعكس أهمية نفط كردستان في استراتيجيات الطاقة الأمريكية، خاصة مع سعي واشنطن لتقليل الاعتماد على النفط الإيراني. ويُتوقع أن تلعب صادرات الإقليم دورًا محوريًا في تحقيق التوازن في أسواق الطاقة العالمية، في ظل التحديات التي تواجهها إمدادات النفط من مناطق أخرى.