رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

"فايننشال تايمز": قلق أوروبي من مباحثات السلام بشأن أوكرانيا

نشر
مستقبل وطن نيوز

تقف العواصم الغربية على أعتاب أسبوع حاسم بالنسبة للأمن الأوروبي ، وسط حديث عن مباحثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بين الولايات المتحدة وروسيا، ويسعى القادة الأوروبيون إلى عقد اجتماع طارئ للرد على استبعادهم من مسار المفاوضات الذي شرع في التحرك سريعاً دون الالتفات إليهم .

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن أكثر زعماء الدول الأوروبية قوة سوف يجتمعون في باريس اليوم الاثنين في "مباحثات أزمة" بشأن أوكرانيا ومستقبل الدفاع الأوروبي، مدفوعين بخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببدء مباحثات سلام مع روسيا حول الخرب في أوكرانيا .

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين أمس إنه يعتقد أنه قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبًا لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وعن محادثته الهاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي، ذكر ترامب "أعتقد أنه يريد وقف القتال. أنا أرى ذلك. تحدثنا مطولاًً وبصورة صعبة"، مضيفاً أنه لا يعتقد أنه (بوتين) يريد الاستيلاء على كل أوكرانيا.

وتابع ترامب قائلاً "أعتقد أنه يريد التوقف. كان ذلك سؤالي له لأن، إذا كان يريد مواصلة القتال، فإن ذلك سيكون مشكلة كبيرة بالنسبة لنا. وهذا سيسبب لي مشكلة كبيرة، لأنك لن تستطيع أن يحدث هذا."

ويعتبر الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، أن المشهد يبرز نقص المعطيات بالنسبة للأوروبيين داخل المفاوضات التي يفترض أنها ستفضي في نهاية المطاف إلى إعادة تشكيل هيكل الأمن في القارة .
ويقول الرئيس ستوب في تصريحات خاصة لـ"فاينانشيال تايمز" " إنها بداية البداية. فالأمور بالتأكيد تتحرك" ويتساءل الرئيس الفنلندي "هل الصفائح التكتونية لأوروبا (المسببة للزلازل) شرعت في التحرك .

وأضاف، مسترجعاً تاريخ الحرب الروسية الأوكرانية : "أعتقد أن النظام العالمي بدأ في التحول في 24 فبراير 2022، ونشهد الآن الاتجاه الذي يمكن أن يذهب إليه."

ومن المقرر أن يحتشد قادة أوروبيون من بينهم رئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزارء البولندي، دونالد تاسك، ورؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو" في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الاثنين تلبية لدعوة وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال مسؤولون حول استعدادات الاجتماع الطارئ إنه من المقرر أن يلحق بهم رؤساء حكومات إيطاليا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، ليناقش القادة الأوروبيون جميعهم خططاً واضحة تستهدف تأمين الدفاع الأوروبي بغض النظر عن مشاركة الولايات المتحدة مستقبلاً، علاوة على مناقشة أفضل السبل لدعم أوكرانيا وتقوية وضعهم التفاوضي.

وقال ستارمر إنها "واحدة من اللحظات الفارقة التي لا تتكرر إلا كل جيل، بالنسبة لأمننا الوطني حيث نتعامل فيها مع الواقع الذي نعيشه في عالم اليوم."

وعلق أحد المسؤولين عن المباحثات قائلاً "إن السرعة التي تتحرك بها الأمور جنونية"، مضيفاً أن "الكل (في أوروبا) يجب أن يقدموا لأوكرانيا أقصى ما في وسعهم حتى تتمكن من أن تقول ’لا’ للأشياء المفروضة عليها بالقوة [بواسطة الولايات المتحدة وروسيا]."

من جانبه، قال ديمتري بيسكون، المتحدث باسم بوتين، للتلفزيون الروسي الرسمي، إن قرار ترامب ببدء مباحثات كان "إشارة قوية بأننا سوف نحاول حل المشاكل عبر الحوار والحديث عن السلام بدلاً من الحرب."

وصرح ثلاثة مسؤولون أوروبيون بأن القادة الأوروبيين سيركزون في اجتماع باريس، بصفة رئيسية، على إمكان نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، بحيث تتمركز في خطوط خلفية باعتبارها "قوة ضمان"، ليس على خطوط وقف إطلاق النار المستقبلية. ولفت أحد المصادر إلى أن هناك بدائل أخرى ربما تبرز أمام الاجتماع، ولاسيما أن ألمانيا على وجه الخصوص، تبدو حذرة بشأن فكرة إرسال قوات حفظ سلام.

وتسود حالة من انعدام اليقين حول الدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة، لضمان الأمن أي قوات لحلف "الناتو" في أوكرانيا. وكان فريق ترامب قد استبعد نشر قوات أمريكية هناك، لكن مسؤولين أوروبيين قالوا إن الولايات المتحدة لم تستبعد إمكانية تقديم دعم خارجي لأي عمليات انتشار عناصر يقوم بها حلفاء "الناتو".

كان رئيس الوزراء البريطاني ستارمر قال أمس الأحد إن بلاده كانت "ترغب في المشاركة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا من خلال وضع قواتنا على الأرض هناك إذا لزم الأمر."

لكن ستارمر كتب في مقال الديلي تليجراف قائلاً إن مواصلة الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية هي أمر حيوي لأن "الولايات المتحدة الوحيدة التي يمكنها ردع بوتين من الهجوم مجدداُ."

ويعلق الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، على ذلك قائلاً: "أياً كانت النتائج التي ستسفر عنها لقاءات باريس، فأتمنى أن تكون جاذبة للأمريكيين حتى يكون لنا نفوذ أكبر في الأمر."

عاجل