الأوقاف تطلق برنامج «شموس أزهرية في سماء العالم» لتكريم رموز الأزهر دوليًا
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، فعاليات إطلاق برنامج "شموس أزهرية في سماء العالم"، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك في مسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة. يهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على العلماء الأزهريين الوافدين الذين تلقوا تعليمهم في الأزهر الشريف، ثم عادوا إلى أوطانهم ليسهموا في النهضة العلمية والتربوية والوطنية، مع تعزيز التواصل العلمي بين مصر والدول الشقيقة، لا سيما في إفريقيا.
تكريم الشيخ محمد عليش عوضة.. رائد التعليم الأزهري في تشاد
خصصت فعاليات اليوم لتكريم الشيخ محمد عليش عوضة (رحمه الله)، أحد أبرز علماء تشاد في القرن العشرين، والذي تلقى تعليمه في الأزهر الشريف. كان له دور محوري في نقل التجربة الأزهرية إلى تشاد، حيث أسس أول معهد علمي في مدينة أبشة على غرار المعاهد الأزهرية، ووضع مناهج متكاملة لدراسة العلوم، خاصة علم النحو، ما أسهم في تطوير التعليم العربي النظامي في تشاد وترسيخه.
كلمة وزير الأوقاف: تعزيز التواصل العلمي بين مصر وإفريقيا
ألقى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمة خلال الفعالية، أكد فيها أن هذا اللقاء يمثل انطلاقة جديدة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتعزيز التواصل العلمي مع الدول الشقيقة. وأوضح أن البرنامج يُعقد شهريًا لاستعراض رموز الأزهر من مختلف الدول، وإعادة بناء جسور التواصل بين مصر والدول الإفريقية، تماشيًا مع رؤية المجلس الذي تأسس عام 1960، بهدف توطيد أواصر الأخوة والتعاون.
وأشار الوزير إلى أن المجلس يستضيف اليوم رمزًا علميًا بارزًا من تشاد، مع تنظيم سلسلة ندوات تسلط الضوء على رموز الأزهر في إفريقيا، بترجمة اللقاءات إلى اللغة المحلية لتشاد ولغات عالمية أخرى. كما أعلن عن إطلاق فيلم وثائقي وفيلم تسجيلي يرويان سيرة الشيخ محمد عليش عوضة، الذي نقل علمه وأثره إلى تشاد والسودان ومصر رغم التحديات.
ووجه الوزير رسالة تقدير ودعم للدارسين في الأزهر، خاصة أبناء جمهورية تشاد الذين يدرسون بمنح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، داعيًا إياهم إلى الاقتداء بسيرة الشيخ محمد عليش عوضة في الصبر والاجتهاد لنقل رسالة الأزهر إلى العالم. كما أعرب عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المتواصل لوزارة الأوقاف، مشيرًا إلى موقف مصر الرافض لأي تهجير قسري للأشقاء الفلسطينيين، وداعيًا إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تكريم خاص لعائلة الشيخ محمد عليش عوضة
أعربت الدكتورة عفاف محمد عليش عوضة عن بالغ شكرها لوزارة الأوقاف على هذا التكريم، مؤكدة أن والدها كرس حياته لنشر التعليم العربي والإسلامي في تشاد، ووضع الأسس الأولى لنهضة علمية مستمرة حتى اليوم. وأشارت إلى أنه واجه تحديات كبرى، أبرزها مضايقات الاستعمار الفرنسي، الذي نفاه إلى السودان عام 1947، لكنه واصل نشر رسالته التعليمية والتربوية.
وأضافت أن مشروع المعهد العالي للشيخ محمد عليش عوضة للعلوم الإسلامية والتكنولوجيا، الذي تم اعتماده عام 2025، يعد استمرارًا لمسيرة والدها العلمية، مؤكدة أن مسيرته لا تزال تلهم الأجيال الجديدة في تشاد وسائر إفريقيا.
إشادة بدور الأزهر في نشر العلم في إفريقيا
أكد الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هذا اللقاء يعكس التقدير لعلماء الأزهر الذين حملوا راية العلم ونشروا المناهج الأزهرية في إفريقيا. وأضاف أن وزارة الأوقاف تحرص على إحياء ذكر العلماء وتقدير جهودهم في نشر الوسطية والتسامح.
من جانبه، أعرب شريف الجبلي، رئيس لجنة الشئون الإفريقية، عن سعادته بالمشاركة في هذا التكريم، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف خرج العديد من الطلاب الأفارقة الذين أصبحوا سفراء لمنهجه الوسطي في بلادهم. وأكد أن مجلس النواب يدعم الأزهر الشريف باعتباره أحد ركائز القوة الناعمة لمصر، مشيدًا بجهود الأزهر الكبيرة في إفريقيا.
دور الأزهر في إفريقيا: إرث علمي مستمر
أشار هارون جانيه، مفوض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تشاد، إلى أن الشيخ محمد عليش عوضة كان رمزًا علميًا بارزًا، حيث نشر التعليم الإسلامي والعربي وأسهم في بناء أجيال من العلماء الذين حملوا رسالة الأزهر. وأضاف أن المعهد الذي أسسه أصبح منارة علمية بارزة، تخرج فيه المئات من العلماء الذين واصلوا نشر رسالة الأزهر في إفريقيا.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ يوسف عتمان، عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، أن الدكتور أسامة الأزهري يحيي تراث علماء الأزهر من خلال هذا البرنامج، مشيرًا إلى أن الشيخ محمد عليش عوضة كان من أعلام المالكية في إفريقيا، وكان نموذجًا للعالم الأزهري الذي يجمع بين العلم والعمل والدعوة.
