رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

نتنياهو يهدد بفتح أبواب الجحيم على قطاع غزة.. ويتوعد جبهات أخرى

نشر
مستقبل وطن نيوز

أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجملة من التصريحات النارية والتي اعتبرها مراقبون خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس إلى جانب جبهة لبنان شمالًا، إضافة إلى تهديدات على جبهات أخرى في الشرق الأوسط، وذلك عقب لقائه بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في القدس، يوم الأحد، بعد أقل من يوم من إتمام الدفعة السادسة لتبادل الرهائن مع حركة حماس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وخلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع جمعه بوزير الخارجية الأمريكي، أشاد نتنياهو بالدعم الأمريكي المطلق لتل أبيب، وأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو "الصديق الأعظم لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض".

"سنفتح أبواب الجحيم على غزة"

وفي تصريحاته، قال نتنياهو يوم الأحد إنه سيفتح "أبواب الجحيم" على قطاع غزة إن لم تتم إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.

ولم يوضح تهديد ترامب المزيد من التفاصيل حول الموضوع ولكنه أكد أن الجحيم "سيفتح بالتأكيد" في حال عدم تحرير جميع الرهائن الإسرائيليين.

وأكد نتنياهو بحضور وزير الخارجية الأمريكي روبيو أن الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل تتشاركان وجهة النظر وتتبنيان "استراتيجية مشتركة" بشأن مستقبل قطاع غزة، في إشارة إلى مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما لم يتحدث نتنياهو عن الصيغة أو نقاط الاستراتيجية الامريكية الإسرائيلية.

وأضاف نتنياهو أنه ناقش وروبيو رؤية ترامب "الجريئة" على حد وصف نتنياهو، والتي تحدد مصير مستقبل القطاع، مؤكداً على تضافر جهود البلدين لـ "تحقيق هذه الرؤية".

كما اتفق الطرفان على ضرورة القضاء على حركة حماس من أجل ضمان أمن إسرائيل في المستقبل من أي تهديد مشابه لما جرى في أحداث السابع من أكتوبر.

وشدد نتنياهو على أن إسرائيل ستقوم "بالقضاء على حماس سياسياً وعسكرياً في غزة"، بينما أكد روبيو من جانبه أنه "لا يمكن أن تستمر حماس كقوة عسكرية أو كحكومة".

وفي هذا الخصوص، أعلن الوزير الأمريكي أن الرئيس دونالد ترامب يعتقد أن الأفكار المستهلكة لا يمكن تكرارها في غزة.

وقال روبيو "كان الرئيس جريئًا جدًا في رأيه حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل غزة، ليس الأفكار المملة نفسها من الماضي، بل شيء جريء وشيء، بصراحة، يتطلب شجاعة ورؤية، ما لا يمكن أن يستمر هو التكرار نفسه"، وذلك في إشارة إلى خطة ترامب للسيطرة الأمريكية على قطاع غزة وتهجير سكانها. 

ولم تقتصر تهديدات ترامب بحضور الوزير الأمريكي اتجاه جبهة غزة فحسب، بل شملتها عدة جبهات في الشرق الأوسط بينها الملف الإيراني.

وقال لنتنياهو إن تل أبيب "ستنهي المهمة" في إيران، وهي تعمل إلى جانب الولايات المتحدة لإنهاء التهديد الإيراني ضد إسرائيل، بدعم من حليفتها واشنطن.

من جانبه، أكد روبيو أن إيران هي "مصدر انعدام الاستقرار السياسي" وأكبر مسبب للفوضى في الشرق الأوسط، مضيفًا أن الولايات المتحدة تتعهد بأن لا تكون إيران "قوة نووية" على الإطلاق.

وأضاف روبيو أن إيران إن كانت قوة نووية فستعتقد أنها "محصنة ضد الضغط وضد العقوبات"، وأن واشنطن لن تسمح بحدوث ذلك، على حد تعبيره.

ويستمر التصعيد الإسرائيلي في لهجة الخطابات ليشمل الأراضي السورية على جبهة الجولان السوري، وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تسمح لأي تهديد بأن يعبر من الأراضي السورية ليهدد أمن إسرائيل.

وأضاف نتنياهو "إذا كانت هناك اليوم أي قوة في سوريا تعتقد أن إسرائيل ستسمح لقوات معادية أخرى باستخدام سوريا كقاعدة عمليات ضدنا، فهي مخطئة كثيرا"، ولعل نتنياهو يرمي بالقول إلى تركيا التي بدأ عهداً جديداً من العلاقات مع سوريا، بعد أنباء عن نيتها إنشاء قواعد عسكرية لها في سوريا، أو قد تكون بعد الأنباء المترددة حول عودة العلاقات المشروطة مع إيران.

من جهته، اكتفى روبيو بالتعليق على تهديدات نتنياهو قائلاً: إن الولايات المتحدة ستراقب الأوضاع في سوريا "بعناية شديدة".

يجدر الذكر أن الجيش الإسرائيلي كان تغلغل في المنطقة العازلة بين إسرائيل والأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأقام فيها معلناً أنه لا يعتزم الانسحاب منها في المستقبل القريب.

جبهة لبنان.. تهدئة في التصريحات وتصعيد على الأرض

أما فيما يخص الاتفاق الإسرائيلي اللبناني لوقف إطلاق النار، أوضح نتنياهو أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم من أجل تطبيق بنود الاتفاق مع حزب الله اللبناني.

إلا أن نتنياهو شدد على ضرورة "نزع سلاح حزب الله"، مشيرًا إلى أنه يعطي الأولوية للدولة اللبنانية للقيام بذلك، مع عدم التشكيك بمقدرة إسرائيل على الدفاع عن أمنها.

وضم روبيو صوته إلى جانب نتنياهو مشدداً على دور الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الحزب، وقال روبيو إن الأهداف الإسرائيلية الأمريكية المشتركة بما يخص الملف اللبناني "متوافقة" وتشمل قيام دولة لبنانية قوية و"قادرة على مواجهة حزب الله".

إلا أن تصريحات التهدئة الصادرة عن نتنياهو تصطدم بتصعيد ميداني على الأرض، إذ قتلت نيران إسرائيلية امرأة لبنانية لدى محاولتها العودة إلى بلدة حولا الجنوبية، قبل يومين من مهلة تطبيق وقف إطلاق النار، وفقاً لما أفادت به الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، في إطار التجاوزات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على الشريط الحدودي والتي أدت أيضا إلى مقتل لبنانيين مساء يوم السبت.

عاجل