رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد قرن من الإنتاج... الطاقة النظيفة تغلق مصفاة هيوستن الأمريكية

نشر
مستقبل وطن نيوز

تستعد أقدم مصفاة في هيوستن الأمريكية للإغلاق، بعد أكثر من قرن من إنتاج الوقود على ضفاف قناة المدينة البحرية، في خطوة تعكس التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة وتأثيره المتزايد على صناعة التكرير.
يأتي هذا الإغلاق، الذي سيؤدي إلى فقدان مئات الوظائف، في ظل منافسة شرسة واضمحلال الطلب على الوقود الأحفوري.
وتعد المصفاة، التي بناها الصناعي هاري سينكلير عام 1918 وتملكها حاليًا شركة ليونديل باسل إندستريز، رمزًا لصراعات قطاع التكرير في مواجهة التحول المتسارع إلى مصادر طاقة أكثر استدامة، وفقا لشبكة "بلومبرج".
ومع بلوغ استهلاك البنزين في الولايات المتحدة ذروته قبل خمس سنوات، وفقًا للبيانات الفيدرالية، تراجعت الحاجة إلى أنواع الوقود التقليدية، ما حول قطاع التكرير إلى ساحة تنافسية لا يبقى فيها سوى الأقوى.
ومنذ بدايتها، كانت المصفاة مجرد منشأة صغيرة وسط مستجمع مائي مستنقعي، بالتزامن مع افتتاح قناة هيوستن البحرية كميناء بحري عميق.. واليوم، باتت جزءًا من ممر بتروكيماوي ضخم يضم عشر مصاف وقود، معظمها مصانع حديثة مجهزة لمعالجة النفط الخفيف من حوض بيرميان.
لكن مواجهة المنافسة المتزايدة تطلبت استثمارات ضخمة.. وقدرت "أر بي إن اينيرجي" أن تحديث المصفاة كان سيكلف ليونديل ما يصل إلى 2 مليار دولار، وهو ما دفع الشركة، بعد محاولة فاشلة لبيع المنشأة، إلى إعلان إغلاقها في 2022.
ولا تعد ليونديل الشركة الوحيدة التي تواجه هذا المصير، إذ تخطط شركة فيليبس 66 هذا العام لإغلاق مصفاتها في ويلمنجتون بكاليفورنيا، بعد إغلاق مصنعها في لويزيانا المتضرر من الإعصار في 2021.. كما أن العديد من المصافي الأخرى معرضة لخطر الإغلاق، في ظل فقدان ما يقارب مليون برميل يوميا من طاقة التكرير منذ تفشي الجائحة.
ورغم هذه الإغلاقات، لا تعاني صناعة التكرير بالكامل.. تشير بيانات السوق إلى أن أرباح التكرير أعلى بنحو 20% من متوسط العشر سنوات الماضية، مع تحقيق هوامش ربح قياسية بعد الجائحة عندما انخفضت أسعار النفط لكن الطلب على الوقود ارتفع مجددًا.

عاجل