رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

عاش ومات وحيدا.. محطات من حياة الفنان زكي رستم في ذكرى رحيله

نشر
 زكي رستم
زكي رستم

تحل اليوم، 15 فبراير، ذكرى وفاة الفنان القدير زكي رستم، أحد أبرز نجوم السينما المصرية، والذي اشتهر بأدوار الشر والمأساة، تاركًا بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن. 

ولد محمد زكي محرم بك محمود رستم باشا في 5 مارس 1903 بحي الحلمية، وسط عائلة أرستقراطية، كان والده عضوًا بارزًا في الحزب الوطني وصديقًا مقربًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.

رغم رغبة والده في التحاقه بكلية الحقوق، إلا أنه اختار طريق التمثيل، بعدما حصل على شهادة البكالوريا عام 1920، وبرع أيضًا في رياضة حمل الأثقال، حيث فاز بلقب بطل مصر الثاني في الوزن الثقيل عام 1924، كانت نقطة التحول في حياته حين التقى بالفنان عبد الوارث عسر، الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية، ثم انضم إلى فرقة جورج أبيض بعد وفاة والده، مما أدى إلى خلاف حاد مع أسرته انتهى بطرده من القصر العائلي.

بدأ زكي رستم مشواره السينمائي من خلال فيلم "زينب" عام 1930، ليقدم بعده أكثر من 240 فيلمًا، إلا أن ما بقي منها ووصل إلينا هو 55 فيلمًا فقط، ومن أبرز أعماله: "العزيمة" (1939)، "عدو المرأة" (1946)، "خاتم سليمان" (1947)، "بائعة الخبز" (1953)، "الفتوة" (1957)، "امرأة على الطريق" (1958)، وآخر أفلامه "إجازة صيف" (1967).

وصفه المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي جورج سادول بأنه "نسخة مصرية من أورسن ويلز"، وأدرجته مجلة "باري ماتش" الفرنسية ضمن أفضل عشرة ممثلين عالميين، لما امتلكه من قدرة استثنائية على التقمص والاندماج في شخصياته، كان معروفًا بصرامته في العمل، ولم يكن له أصدقاء مقربون سوى سليمان نجيب، كما كان يكن احترامًا خاصًا للفنان عبد الوارث عسر، عاش حياته أعزب، متفرغًا للفن، وحصل على وسام الفنون والعلوم والأدب من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1962.

في سنواته الأخيرة، عانى من ضعف السمع ورفض استخدام السماعات الطبية، مما دفعه للاعتزال عام 1968، عاش وحيدًا في عمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو، ولم يكن يؤنس وحدته سوى كلبه الوولف وخادمه العجوز، ظل يمضي وقته في القراءة حتى رحيله في 15 فبراير 1972 عن عمر 68 عامًا، ليظل واحدًا من أعظم فناني مصر على مر العصور.