روسيا وتركيا تبحثان مقايضة الغاز لتمويل محطة نووية

تجري روسيا محادثات لاستخدام الغاز الطبيعي في دفع تكاليف بناء محطة نووية في تركيا، وفقاً لأشخاص مطلعين في كلا البلدين، وذلك كبديل عن التحويلات المالية العابرة للحدود التي تعرقلها العقوبات على روسيا.
اقترحت موسكو أن تتحمل تركيا جزءاً من تكاليف بناء محطة "آق قويو" (Akkuyu) البالغة 20 مليار دولار بدلاً من شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب سرية المحادثات. في المقابل، ستقوم "روساتوم" بدفع المبلغ المعادل بالروبل لشركة "غازبروم"، التي ستخصم المبلغ من فاتورة واردات الغاز الشهرية لأنقرة.
بديل للمدفوعات بين روسيا وتركيا
يعد هذا المقترح بديلاً عن التحويلات المصرفية التقليدية من روسيا إلى تركيا، التي مولت المشروع الضخم حتى الآن. وعلى الرغم من أن "روساتوم" و"غازبروم" ومشروع "آق قويو" ذاته غير خاضعين للعقوبات، إلا أن المدفوعات الروسية تواجه تأخيرات متزايدة، حيث تخشى البنوك الأجنبية التعرض لعقوبات أميركية، خاصة منذ يونيو، عندما أعلنت واشنطن عن تشديد إجراءاتها ضد المؤسسات المالية التي تتعامل مع الاقتصاد الروسي في ظل الحرب على أوكرانيا.
ويعكس هذا المخطط إحدى الطرق المبتكرة التي تلجأ إليها موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية الهادفة إلى عزلها. كما يُبرز كيف أثرت هذه العقوبات على مشروع طاقة استراتيجي في تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو، والتي تحاول التوسط بين روسيا وأوكرانيا.
وتتراوح مدفوعات تركيا الشهرية لروسيا مقابل الغاز بين 300 مليون و800 مليون يورو، وفقاً لأحد الأشخاص. ورفضت كل من "روساتوم" ووزارة الطاقة التركية التعليق، فيما لم ترد "غازبروم" على طلبات التعليق.
كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت في 2 فبراير، نقلاً عن أشخاص مطلعين، أن الولايات المتحدة جمدت ملياري دولار من المدفوعات الروسية لتركيا المتعلقة بمشروع "آق قويو" في عام 2024، بدعوى استخدامها للالتفاف على العقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي.
ولفتت متحدثة باسم "روساتوم" للصحيفة إلى أن الشركة تتوقع حل مسألة "الأموال التي تم احتجازها بشكل غير عادل نتيجة تدخل أطراف خارجية".
ويُعد مشروع "آق قويو"، أول محطة نووية في تركيا، وقد تعرض بالفعل للعديد من التأجيلات. ووفقاً لمسؤولين أتراك، فإنه قد يتم تأجيل تشغيل أول مفاعل من المفاعلات الأربعة بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط إلى عام 2026، بدلاً من الموعد المحدد حالياً في 2025.
كما اضطرت "روساتوم" إلى البحث عن قطع غيار بديلة من الصين بعد إلغاء صفقة مع شركة "سيمنز إنرجي" (Siemens Energy) الألمانية نتيجة القيود الأميركية على الصادرات.