وفد من كبار قيادات حماس يلتقي المرشد الإيراني في طهران

استقبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وفدا رفيع المستوى من قيادة حماس في العاصمة الإيرانية طهران. وضم الوفد كلا من خليل الحية القائم بأعمال رئيس الحركة، ومحمد درويش رئيس مجلس شورى حماس، والقيادي نزار عوض الله. وتأتي هذه الزيارة في إطار تهنئة القيادة الإيرانية بالذكرى السنوية للثورة الإسلامية (1979)، والتأكيد على عمق العلاقات بين الجانبين.

وخلال الاجتماع، أشاد خامنئي بجهود حماس في مواجهة إسرائيل، معتبرا أن "هزيمة النظام الإسرائيلي هي في الواقع هزيمة لأمريكا". وأضاف: "لم تسمحوا لهم بتحقيق أي من أهدافهم".

من جانبه، أعرب خليل الحية عن فخره بلقاء خامنئي، مؤكدا على الامتنان لدعم إيران المستمر لحماس والقضية الفلسطينية. كما قدم الوفد تقريرا حول الأوضاع الحالية في غزة والضفة الغربية، مسلطا الضوء على "الانتصارات والنجاحات التي تحققت".

وأشاد خامنئي بالمفاوضين من حماس، واصفا إنجازات الاتفاق الذي تم التوصل إليه بالكبيرة، مشددا: "اليوم، واجب كل العالم الإسلامي وكل أنصار المقاومة هو مساعدة أهالي غزة لتخفيف معاناتهم وآلامهم."

تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يُعد الأول من نوعه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في قطاع غزة في 19 يناير الماضي. وقد أكد خامنئي خلال اللقاء أن "قضية فلسطين هي مسألة أساسية بالنسبة لنا، وانتصار فلسطين أمر مؤكد". كما جدد رفضه القاطع للتفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن "التهديدات الأمريكية ضد إيران ليس لها تأثير على عقلية أمتنا".

كما تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات بين إيران وحماس، خاصة بعد التوترات الأخيرة في المنطقة. وقد شهدت الفترة الماضية تصعيدا في الخطاب الأمريكي تجاه إيران، مع إعادة تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" وفرض عقوبات اقتصادية مشددة. في هذا السياق، أكد خامنئي أن "التفاوض مع أمريكا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح".

من جانب آخر، تسعى حماس إلى تعزيز دعمها الإقليمي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وقد أشار أعضاء الوفد خلال اللقاء إلى "الانتصار العظيم للمقاومة في غزة"، مشيدين بالدعم المستمر الذي تقدمه إيران. كما أكدوا على أهمية استمرار هذا الدعم في المرحلة المقبلة "لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته".