وفد «الكتاب السياحيين» يزور الفيوم لتنشيط السياحة
الفيوم .. واحة خضراء مسكونة بالجمال وسحر الطبيعة حيث تلتقى على أرضها البحيرات والخضرة والصحراء والفضاء المفتوح مما يجعلها تتربع على عرش السياحة الداخلية.
تضم الفيوم محميتين طبيعيتين هما محمية قارون ومحمية وادى الريان وداخلها وادى الحيتان.. ولذلك تزخر بالعديد من أنشطة السياحة البيئية ورحلات السفارى والتخييم والتزحلق والمشى على الرمال وركوب الخيل والجمال والمراكب وصيد الأسماك والتكوينات الجيولوجية والحفريات ومراحل تصنيع الصناعات الحرفية.. كل هذا إلى جانب الآثار عبر كل العثور التاريخية بداية من العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث.. لذلك قال عنها الرحاله والعلماء الذين زاروها: إذا أردت أن تشاهد آثار التاريخ المصرى القديم مجتمعه فى مكان واحد فلا تتردد فى زيارة الفيوم.. ففيها تشاهد المعالم والآثار كأنك شاهدت مصر كلها.
وفى زيارة للفيوم ضمن وفد جمعية الكتاب السياحيين برئاسة الكاتب الصحفى صلاح عطية فى إطار خطتها لإلقاء الأضواء على المقاصد السياحية المصرية .. ليس فقط تنشيطاً للسياحة الداخلية.. لتعريف الجميع بهذه المقاصد من خلال أنشطة أعضائها فى الصحف والمجلات التى يعملون بها.. والمواقع التى يديرها بعضهم.. وإنما أيضاً تنشيطاً للسياحة الخارجية وترويجاً لمقاصدنا السياحية بين قراء العربية بشكل عام وأيضاً قراء اللغتين الأنجليزية والفرنسية من خلال الصحف الناطقة باللغتين.
وقد جرى تنظيم هذه الرحلة فى إطار سلسلة من الرحلات بداية من عام 2025 بالتعاون مع مصر للسياحة، حيث تم اتفاق فى هذا الشأن بين أحمد العسقلانى رئيس مصر للسياحة وصلاح عطية رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين.
بدأت رحلة الفيوم بزيارة بحيرة قارون، هذه البحيرة الأسطورية التى تحمل فى أعماقها عبق التاريخ وأسرار الزمن، وحيث تمتد المياه فى هدوء، تحيط بها التلال التى تحكى قصصًا عن العصور الغابرة.. كانت البحيرة مرآة تعكس ألوان السماء وصفائها، فتأسر القلوب وتجعل العيون تسبح فى جمالها الفريد.. وتنتشر فوق مياهها طيور النورس الجميلة.
ومن قارون، اتجهت القافلة إلى وادى الريان، هذه الجوهرة التى تجسد روعة الطبيعية.. وقف الزائرون أمام شلالات المياه التى تنساب برقة كأنها سيمفونية تعزفها الطبيعة.. وكانت الرمال الذهبية تحيط بالوادى كإطار فنى يرسم لوحة مذهلة، فيما أضافت الحياة البرية والنباتات المميزة روحًا من الحيوية والجمال للمكان.
وداخل محمية وادى الريان يوجد وادى الحيتان الذى أعلنتها منظمة اليونسكو أول منطقة تراث طبيعى عالمى فى مصر عام 2005 وذلك للعثور على هياكل الحيتان المتحجرة التى ترجع إلى حوالى 40 مليون سنة مضت كما ذكر أحمد خالد المرشد السياحى المرافق لنا وهى تعد أجداد الحيتان الحالية.. وكانت هذه المنطقة تحت محيط ضخم ونتيجة التغيرات الجيولوجية إنحسر المحيط تاركاً خلفه بقايا بعض الحيوانات البحرية.
جلسة الشاى البدوي
ثم قرية تونس الشهيرة المطلة على بحيرة قارون بمبانيها ذات الطابع المميز بالقباب والتى تشتهر بصناعة الخزف والفخار.
ثم جاءت الرحلة لنشاهد سواقى مدينة الفيوم التى تعد أهم معالمها.. ولكن ما شاهدنا لا يسر الزائرين وهو يصور مدى ما وصل إليه عدم الاهتمام بهذا المعلم التاريخى لمدينة الفيوم التى كانت رمزًا للريادة الزراعية فى مصر القديمة.. وكان مفروضاً أن نراها تدور وكأنها تهمس بأسرار الماضى، تروى كيف استطاع الإنسان أن يطوّع الطبيعة لخدمته.
كانت رحلة جمعية الكتاب السياحيين إلى الفيوم أكثر من مجرد زيارة.. كانت احتفالًا بالجمال وسردًا لقصص التاريخ والطبيعة التى تتشابك فى سيمفونية متناغمة.. وغادر الجميع الفيوم وهم يحملون فى قلوبهم ذكرى لا تنسى، وأمنية أن تظل هذه البقعة الفريدة من مصر مصدر إلهام وإبداع لكل من يزورها.. ودعوة لكل مصرى وعربى لزيارة هذه المحافظة التى تزخر بعشرات المواقع التاريخية والسياحية والطبيعية.