رئيسة المكسيك: الرسوم الجمركية الأمريكية تهدد اقتصاد البلدين

أكدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على صادرات بلادها ستشكل ضررًا بالغًا على الاقتصادين المكسيكي والأمريكي على حد سواء، محذرة من تداعيات هذه الإجراءات على التجارة الثنائية. وجددت موقفها بأن سيادة المكسيك "غير قابلة للتفاوض"، في إشارة إلى الخلافات المستمرة بين البلدين بشأن قضايا الهجرة والتجارة.
رفض قاطع للاتهامات الأمريكية بشأن المخدرات
وفي سياق متصل، رفضت شينباوم بشكل قاطع الاتهامات الأمريكية حول وجود علاقات بين الحكومة المكسيكية وعصابات المخدرات، مؤكدة أن الولايات المتحدة نفسها لم تتخذ أي إجراءات فعالة لوقف البيع غير القانوني للمخدرات على أراضيها. وانتقدت بشدة النهج الأمريكي في معالجة هذه القضية، مشيرة إلى أن المكسيك تبذل جهودًا كبيرة في مكافحة الجريمة المنظمة، بينما لا تزال الأسواق الأمريكية تستقبل المخدرات بشكل واسع.
خطة للرد على الرسوم الجمركية
وبشأن خطط الرد على التعريفات الجمركية التي فرضتها واشنطن، أوضحت شينباوم أن الحكومة المكسيكية ستكشف عن تفاصيل إضافية يوم الإثنين، دون أن تقدم توضيحات مسبقة عن طبيعة الإجراءات التي ستتخذها. كما شددت على أن المكسيك ستستقبل "بأذرع مفتوحة" المواطنين الراغبين في العودة من الولايات المتحدة، في خطوة تعكس استعداد بلادها للتعامل مع أي تداعيات محتملة لهذه الأزمة.
رسوم جمركية تصعيدية تطال ثلاث دول
قرر الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على صادرات المكسيك وكندا، و10% على الواردات الصينية، بحجة أن هذه الدول فشلت في منع تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات إلى الأراضي الأمريكية.
وأثار هذا القرار ردود فعل غاضبة من الحكومات الثلاث، حيث أعلنت المكسيك وكندا والصين أنها ستتخذ إجراءات مضادة قد تؤدي إلى اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق، مما قد يؤثر على استقرار سلاسل التوريد العالمية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية.
تحذير سابق من "خطأ استراتيجي"
سبق أن حذرت الحكومة المكسيكية في يناير الماضي إدارة ترمب من أن فرض تعريفات جمركية سيكون "خطأ استراتيجيًا"، مشيرة إلى أن هذا القرار سيرفع التكاليف على المستهلكين الأمريكيين ويؤثر على اقتصاد البلدين.
وفي هذا السياق، ذكّرت شينباوم بأن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، التي تم التفاوض عليها خلال ولاية ترمب الأولى، تنص على تبادل تجاري خالٍ من الرسوم الجمركية، مؤكدة أن فرض مثل هذه التعريفات يتناقض مع الاتفاقية، دون أن توضح كيف تخطط المكسيك للرد على هذا الانتهاك المحتمل.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق الأمريكية
من جانبه، أوضح وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرارد أن هذه الرسوم ستؤثر بشكل مباشر على 12 مليون مستهلك أمريكي، لا سيما في قطاع السيارات المصنوعة في المكسيك. كما حذر من أن أسعار المنتجات الأساسية مثل الثلاجات، وأجهزة الكمبيوتر، والتلفزيونات، والمشروبات، والفاكهة سترتفع، ما قد يؤدي إلى نقص في هذه المنتجات في الأسواق الأمريكية.
هل تشتعل الحرب التجارية؟
مع تصاعد التوترات بين المكسيك وكندا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، يترقب العالم كيف ستؤثر هذه الإجراءات الجمركية على الاقتصاد العالمي. وفي ظل تهديدات بالرد المتبادل، قد نشهد مرحلة جديدة من الاضطرابات الاقتصادية قد تعيد تشكيل التجارة الدولية وتؤثر على العلاقات الاقتصادية بين الدول الكبرى.