مناقشة «مجانين أم كلثوم» في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
شهدت قاعة "فكر وإبداع" في بلازا 1، مساء اليوم الأحد، ندوة أدبية لمناقشة رواية مجانين أم كلثوم للكاتب د. شريف صالح، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب. أدار الندوة القاصة هايدي فاروق، وشارك في النقاش كل من الناقد د. محمد عبد الباسط عيد، والناقد الأدبي د. يسري عبد الله، حيث تناولوا أبعاد الرواية وأسلوبها السردي، ومدى تأثير كوكب الشرق على أحداثها.
افتتاح الندوة.. رحلة بين الموسيقى والأدب
استهلت القاصة هايدي فاروق الندوة بعرض مقاطع من بعض أغاني السيدة أم كلثوم، إلى جانب مقتطفات من الرواية التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية. كما استعرضت المسيرة الأدبية للكاتب شريف صالح، مشيرةً إلى أن رصيده الإبداعي يضم 20 مؤلفًا في مجالات مختلفة. وأوضحت أن الرواية تأتي ضمن الاحتفال بمرور خمسين عامًا على رحيل سيدة الغناء العربي، مما يمنحها بُعدًا توثيقيًا وفنيًا في آنٍ واحد.
البنية السردية وتأثير أم كلثوم في الرواية
في مداخلته، قال الناقد الأدبي د. محمد عبد الباسط عيد: "أعتبر نفسي واحدًا من مجانين السيدة أم كلثوم، وأعتقد أن أي عمل أدبي يتفاعل مع التقاليد الفنية بشكل واعٍ وغير واعٍ، ليشكل عالمًا روائيًا مكتملًا من حيث الدلالة". وأشار إلى أن الرواية تتألف من ثلاث حكايات مترابطة، تبدأ مع أغنية "اسأل روحك"، التي لعبت دورًا محوريًا في حياة بطل الرواية، حيث كانت سببًا في مصالحة والديه، مما دفعه لاكتشاف أم كلثوم وتأسيس جماعة أطلق عليها اسم "حراس تراث أم كلثوم".
وأضاف د. عبد الباسط أن البناء الحكائي للرواية يعتمد على أسلوب سردي تقليدي، حيث يسرد البطل علاقته بالسيدة أم كلثوم، ويعكس كيف أصبحت أكثر من مجرد مطربة، بل تحولت إلى أسطورة ثقافية وشعبية تعبر عن حقبة زمنية مهمة في تاريخ الغناء العربي.
الرمزية والبعد التوثيقي في الرواية
من جانبه، تناول الناقد الأدبي د. يسري عبد الله اختيار عنوان الرواية، موضحًا: "نحن نطلق على السيدة أم كلثوم لقب ‘الست’، بينما الكاتب اختار عنوان ‘مجانين أم كلثوم’ بدلًا من ‘مجانين الست’، مما يمنح الرواية بُعدًا إضافيًا ويعزز رمزيتها".
وأشار د. عبد الله إلى أن الرواية تمزج بين التوثيق والتخييل، حيث تستعرض تأثير أم كلثوم على الأجيال المختلفة من خلال حبكة درامية عميقة. كما تحدث عن الإهداء الذي جاء في بداية الرواية، مؤكدًا أنه رغم بساطته الظاهرة، يحمل دلالات قوية تعكس رؤية الكاتب.
كما تطرق إلى "سردية أم كلثوم" في الأدب، مشيدًا بأسلوب الرواية في تناول هذه السردية بشكل مختلف عن الأعمال الأدبية الأخرى التي تناولت شخصية كوكب الشرق. وأكد أن دار النشر المصرية اللبنانية لعبت دورًا مهمًا في إصدار الرواية، حيث حرصت على إضافة هوامش توضيحية تُثري النص ولا تعد مجرد تفاصيل وصفية.
تحديات الكتابة عن أم كلثوم والزمن الروائي
تحدث د. يسري عبد الله أيضًا عن التحديات التي واجهها الكاتب في تقديم رواية عن شخصية بحجم أم كلثوم، خاصةً وسط الإرث الفني الكبير المرتبط بها. وأوضح أن الرواية تسلط الضوء على محطات فارقة في حياة أم كلثوم، وتعكس كيف استمرت في تشكيل وجدان الأجيال حتى بعد 60 عامًا من رحيلها.
وأكد أن الرواية تقدم معالجة سردية مميزة لمفهوم الزمن، حيث تتنقل بسلاسة بين الماضي والحاضر، مما يعزز البعد الدرامي ويضفي على السرد عمقًا فنيًا يجذب القارئ.
ختام الندوة.. بين الواقع والخيال
اختتم د. يسري عبد الله حديثه بالتأكيد على أن مجانين أم كلثوم تفتح آفاقًا جديدة للتفكير في العلاقة بين الواقع والخيال، حيث تتداخل السردية التوثيقية مع الأسلوب الروائي، مما يعكس قدرة الكاتب على بناء عوالم سردية متشابكة. كما أشاد بقدرة الرواية على تقديم قراءة مختلفة لعلاقة الجمهور العربي بأم كلثوم، باعتبارها ليست مجرد مطربة، بل أيقونة ثقافية خالدة في الوجدان العربي.
