رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

إنفاق المستهلكين الأمريكيين يدعم صعود مؤشرات وول ستريت

نشر
مستقبل وطن نيوز

تحول يوم هادئ في الأسواق الأمريكية إلى تقلب قبل الإغلاق يوم الخميس، حيث أدى تعهد الرئيس دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، إلى انخفاض عملات البلدين. تراجعت الأسهم ثم تعافت من صدمة أواخر الجلسة، في حين هددت نتائج شركة "أبل" بمزيد من الاضطرابات.

تقلب صندوق متداول في البورصة بقيمة 328 مليار دولار يتتبع مؤشر "ناسداك 100" يتداول تحت رمز "QQQ" بعد إغلاق التداول العادي، حيث تراجعت أسهم شركة "أبل" بعد إعلان مبيعات كانت أفضل قليلاً من تقديرات المحللين، رغم أن مبيعات "أيفون" في الصين كانت أضعف من المتوقع.

خلال جلسة التداول، ارتفعت الأسهم بسبب ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي، في حين انخفض البيزو المكسيكي بنسبة 1.1%، والدولار الكندي بما يصل إلى 1.2%، بعد أن قال ترامب إنه سيفرض الرسوم الجمركية السبت.

تلقت العقود الآجلة للنفط دفعة قصيرة الأجل، حيث ارتفعت بنسبة 1.5% من سعر التسوية. تبخرت المكاسب بسرعة حيث قال الرئيس إنه سيقرر مساء الخميس ما إذا كان سيشمل النفط الخام في التعريفات الجمركية.

اقرأ أيضاً: تصريحات ترامب حول الرسوم على كندا والمكسيك تضغط على أسعار النفط

على الرغم من الانزلاق في مجموعة التكنولوجيا الأكثر نفوذاً في مؤشر "إس آند بي 500"، ارتفع حوالي 80% من أسهم الشركات المدرجة في المؤشر، بدعم من البيانات التي تظهر زيادة في إنفاق المستهلك.

ومع ذلك، تفوقت القطاعات الحساسة اقتصادياً في وول ستريت، مثل الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة. وارتفعت نسخة بأوزان متساوية لمؤشر الأسهم الأميركي، والتي تمنح شركة "تارجت" نفس الوزن لشركة "إنفيديا"، بنسبة 1%، مما غذى الآمال في اتساع صعود السوق.

خطر التركز
من شأن هذا التفوق، أن يساعد في الحد من المخاوف بشأن "خطر التركز" في الشركات التكنولوجية العملاقة التي أصبحت تهيمن على مؤشرات القياس.

ظهرت هذه المخاوف بشكل كامل في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما أضاف نموذج الذكاء الاصطناعي من شركة "ديب سيك" (DeepSeek) الناشئة الصينية، إلى الشكوك حول ما إذا كانت تقييمات التكنولوجيا التي دعمت الارتفاع في السوق من أدنى مستوياتها، صعبة التبرير.

 

قالت كالي كوكس من شركة "ريثولتز لإدارة الثروات"، إن الحياة لا تزال موجودة في هذه السوق الصاعدة، ويجب أن نتوقع المزيد من المشاركة في الأسهم في الأشهر المقبلة، إذا تعاون الاقتصاد وهدأت الأسعار". وأضافت أن الأمر ليس كأن قصة الذكاء الاصطناعي "محكوم عليها بالفشل"، ولكن "هناك العديد من الفرص في القطاعات غير المحبوبة التي تم تجاهلها لفترة طويلة".

في حين أن الجزء الأكبر من النمو في أرباح مؤشر "إس آند بي 500" لا يزال من الشركات التكنولوجية العملاقة، فمن المتوقع أن يأتي نمو أرباح هذه الشركات بأبطأ وتيرة في ما يقرب من عامين. النتائج القوية هي محرك مطلوب بشدة للأسهم الأميركية، بعد أن خففت وول ستريت من توقعاتها لعدد تخفيضات أسعار الفائدة لهذه السنة.

 

كما عززت التوقعات المتفائلة من شركات الصناعة الثقيلة مثل "تسلا" و"ميتا" و"آي بي إم" التداول. وفي حين تجاوزت غالبية الشركات التوقعات حتى الآن، قوبلت التوقعات المخيبة للآمال بعمليات بيع، وكانت "مايكروسوفت" و"يو بي إس" أحدث الأمثلة على ذلك.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.5%، وأضاف مؤشر "ناسداك 100" 0.5%، كما ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.4%.

لم يتغير مؤشر "العظماء السبعة" (أبل، ألفابت، أمازون، إنفيديا، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) كثيراً، في حين ارتفع مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 1.1%. وانخفض العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات، ولم يتغير كثيراً عند 4.53%. كان مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري ثابتاً.

توسع الاقتصاد الأمريكي
توسع الاقتصاد الأميركي بوتيرة قوية في نهاية عام 2024، على الرغم من الضغوط الناجمة عن إضراب في شركة "بوينغ"، واستثمار أقل بكثير في رفع قيمة الشركات من خلال وقف الهدر.

كما تقدم إنفاق المستهلك، الذي يشكل أكبر حصة من النشاط الاقتصادي، بوتيرة 4.2%، وهي المرة الأولى منذ أواخر عام 2021 التي يتجاوز فيها الإنفاق 3% في أرباع متتالية.

 

بالنسبة لنيل بيريل من "بريميير ميتون إنفستورز" (Premier Miton Investors)، فإن البيانات التاريخية الحالية تشير إلى أن الاقتصاد "يعمل بشكل جيد".

قال جوش غامنر من "كلير بريدج إنفستمنتس" (ClearBridge Investments): "بشكل عام، يسير الاقتصاد بقوة متجهاً إلى عام 2025، وهو ما من شأنه أن يدعم الأصول الخطرة، نظراً للارتباط القوي بين النمو الاقتصادي وأرباح الشركات".

في "ستارتجاس" (Strategas)، يقول دون ريسميلر أنه حتى إذا بدأت هذه الوتيرة في التباطؤ، فمن المرجح أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي توقفه عن خفض أسعار الفائدة لبضعة أشهر، لجمع المزيد من البيانات.

 

انخفضت بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية التي تم إصدارها في نفس الوقت، بشكل غير متوقع، وهي علامة على قوة سوق العمل. أبقت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يوم الأربعاء، أسعار الفائدة من دون تغيير كما كان متوقعاً، بعد خفضها في كل من اجتماعاتها الثلاثة السابقة منذ سبتمبر، وأشارت إلى أن هدوء التقدم نحو انخفاض التضخم، يبرر اتباع نهج صبور.

يبدو أن "الصبر وعدم التسرع، هما ما سيحكمان عمل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في منتصف العام، مع مسار متعرج للتضخم يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي فرصة، قبل الغوص في تقارير الأرباح التي قد تثبت أنها فردية"، وفقاً لمارفن لوه وهوب ألارد من "ستيت ستريت غلوبال ماركتس" (State Street Global Markets).

تضخم مرتفع بعض الشيء
قالت إلين زينتنر من "مورجان ستانلي ويلث مانجمنت" (Morgan Stanley Wealth Management)، إن الاستهلاك الأمريكي أظهر أنه لا يمكن إيقافه، بدعم من زيادة الثروات، وسوق العمل القوية، والإقراض".

وأضافت: "مع ذلك، لا يزال التضخم مرتفعاً بعض الشيء بالنسبة لمستهدفات بنك الاحتياطي الفيدرالي، ما يعني ارتفاعاً في الشروط التي توصل إلى خفض أسعار الفائدة في مارس".

 

من المرجح أن تشير أرقام الإنفاق الشهري للأسر الأمريكية يوم الجمعة، إلى الزخم المتجه نحو عام 2025. ويتوقع خبراء الاقتصاد أيضاً انتعاشاً طفيفاً في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، مقارنة بالشهر السابق.

قالت كارول شليف من "بي إم أو برايفت ويلث" (BMO Private Wealth): "من المرجح أن يظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة أن التضخم لا يزال مرتفعاً، وفوق هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويأتي ذلك في وقت تشعر الأسواق بالقلق الشديد بشأن مجموعة من القضايا الأخرى، بما في ذلك شركات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وعدم اليقين في بنك الاحتياطي الفيدرالي".

عاجل