رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ندوة في معرض الكتاب تسلط الضوء على «ثر الثقافة العمانية في الشرق الإفريقي»

نشر
مستقبل وطن نيوز

استضافت "القاعة الدولية" في بلازا "2" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة تحت عنوان "أثر الثقافة العمانية في الشرق الإفريقي"، بمشاركة كل من الدكتور سليمان المحذوري، والدكتور محسن الكندي، وأدار الندوة الدكتور يحيى رياض يوسف.

أهمية عمان في التاريخ الثقافي للشرق الأوسط

افتتح الدكتور يحيى رياض يوسف الندوة بالتأكيد على الدور المحوري لسلطنة عمان في المنطقة، مشيرًا إلى أن عمان تعتبر الدولة الوحيدة التي أسست إمبراطورية امتدت لتشمل دولًا من آسيا وإفريقيا. كما أشار إلى أن عمان حافظت على هويتها الثقافية طوال التاريخ، وأثر ذلك في الحفاظ على لغة السواحيلية، التي لا تزال تُستخدم من قبل العمانيين حتى اليوم.

التأثير الثقافي العماني في شرق إفريقيا

تحدث الدكتور محسن الكندي عن التأثير العميق للثقافة العمانية في شرق إفريقيا، مؤكدًا أن الحضور العماني في المنطقة ليس مجرد تواجد عابر، بل هو متجذر في تاريخ المنطقة. أشار إلى أن الرحيل المعرفي الذي بدأ من عمان كان له أكبر الأثر في تطور الصحافة في شرق إفريقيا، حيث أسس العمانيون 13 صحيفة عربية، والتي شكلت عماد الثقافة العربية في المنطقة. كما تناول الكندي تأثير هذا الرحيل المعرفي في تطور المسرح والسينما، مشيرًا إلى دور مصر المحوري في دعم المشاريع الثقافية العمانية، حيث كان لكوادر مصرية دور بارز في تأسيس الصحافة العمانية، سواء من المخرجين أو الكتاب الصحفيين. كما أشار إلى تأسيس "بيت شرق إفريقيا" في القاهرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، والذي كان له دور كبير في استقلال "زنجبار".

العلاقات التاريخية بين عمان وشرق إفريقيا

أما الدكتور سليمان المحذوري فقد تناول العلاقات التاريخية بين عمان وشرق إفريقيا، موضحًا أن الهجرات العمانية إلى المنطقة بدأت منذ القرن الأول الميلادي، في ظل العلاقات التجارية المتينة بين عمان ومنطقة الخليج. وأضاف أن هذه الهجرات استمرت على مر العصور، لا سيما خلال الحروب الداخلية في عمان، حيث هاجر أبناء قبائل عباد والنبهانة إلى شرق إفريقيا.

وأوضح المحذوري أن هذا التواصل العماني مع شرق إفريقيا بلغ ذروته في عهد "اليعاربة" عندما تم تحرير العمانيين من البرتغاليين، حيث تلقت عمان نداءً من شرق إفريقيا لتحرير المنطقة في عام 1660، وهو ما تحقق فعليًا. كما نقلت العاصمة العمانية إلى "زنجبار" في عهد السيد سعيد بن سلطان، ما شجع المزيد من الهجرات العمانية إلى المنطقة، والتي امتدت من بوروندي إلى موزمبيق.

تأثير العمانيين في استقرار شرق إفريقيا

أشار المحذوري إلى أن العمانيين في شرق إفريقيا عُرفوا بالمسالمة، وهو ما ساهم في استقرار حكمهم في المنطقة. ولكن مع مرور الوقت، تدخلت بريطانيا لتقسيم المنطقة، مستغلة الطائفية والعرقيات، مما أدى إلى سقوط "زنجبار" في عام 1960.

دور العمانيين في إثراء الثقافة والإعلام في زنجبار

من جانبه، أكد الدكتور محسن الكندي أن هجرة العمانيين إلى "زنجبار" كانت جزءًا من تراث ثقافي كبير، حيث ساهم العمانيون في إثراء المشهد الثقافي في المنطقة. وأضاف أن أكثر من 70 شاعرًا عمانيًا كتبوا عن حضور "زنجبار" في إبداعاتهم الشعرية. كما أشار إلى أن العمانيين انتقلوا من بيئة صحراوية إلى بيئة أكثر مدنية في "زنجبار".

وتطرق الكندي أيضًا إلى دور الصحافة العمانية في التأثير الثقافي في شرق إفريقيا، موضحًا أن الصحافة العمانية كانت تستقي أخبارها من الصحف المصرية، حيث كانت تطرح العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية مثل حرية المرأة. كما تبنت الصحافة العمانية أساليب شبه ديمقراطية في إدارة المجلات، حيث كان يتم التصويت لاختيار رئيس تحرير الصحيفة، ما أسهم في تطوير الصحافة والمجتمع في المنطقة.

عاجل