سعر الذهب يسجل أعلى مستوى له على الإطلاق مع تراجع الدولار
ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي بعد أن كشفت البيانات الاقتصادية الأمريكية عن تباطؤ في النمو الاقتصادي خلال الربع الرابع من عام 2024. هذا التراجع عزز من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن، خاصة مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
النمو الاقتصادي الأمريكي أضعف من التوقعات
أظهرت البيانات الرسمية الصادرة يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي المعدل حسب التضخم ارتفع بنسبة 2.3% على أساس سنوي خلال الربع الرابع من عام 2024، مقارنة بمعدل 3.1% في الأشهر الثلاثة السابقة. وكان متوسط التوقعات في استطلاع أجرته بلومبرغ للاقتصاديين يشير إلى تحقيق نمو بنسبة 2.6%، ما يعكس أداءً أضعف من المتوقع للاقتصاد الأمريكي.
تراجع الدولار يعزز مكاسب الذهب
بعد صدور البيانات الاقتصادية، انخفض سعر الدولار الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع سعر الذهب بنسبة 1.1% ليصل إلى 2790.19 دولارًا للأونصة، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في أكتوبر الماضي. ويُعزى هذا الارتفاع إلى أن ضعف الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما يعزز الطلب على المعدن الأصفر.
التوقعات بخفض الفائدة تدعم ارتفاع الذهب
يرى الخبراء أن النمو الاقتصادي الأضعف قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إعادة النظر في سياسته النقدية. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، إن ارتفاع الذهب الأخير جاء بعد البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، والتي دفعت الدولار نحو المزيد من التراجع. وأضاف: "إذا استمر النمو الاقتصادي في التباطؤ، واستمرت الأسعار في الانخفاض، فسيظل الباب مفتوحًا أمام خفض إضافي لأسعار الفائدة، وهو ما سيدعم أسعار الذهب مستقبلاً".
الفيدرالي يبقي الفائدة دون تغيير لكنه لا يستبعد الخفض مستقبلاً
في الاجتماع الأول لعام 2025، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، حيث أكد رئيسه جيروم باول أن المسؤولين لن يتسرعوا في خفض الفائدة حتى يتأكدوا من تحقيق مزيد من التقدم في السيطرة على التضخم. ومع ذلك، فإن استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي قد يدفع الفيدرالي إلى مراجعة قراراته خلال الأشهر المقبلة.
أداء الذهب في الأسواق العالمية
بحلول الساعة 10:19 صباحًا بتوقيت نيويورك، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1% ليصل إلى 2788.86 دولارًا للأونصة، مما يعكس قوة الطلب على المعدن النفيس في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
التوقعات المستقبلية لسوق الذهب
- استمرار ضعف الدولار قد يعزز ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
- أي إشارات من الفيدرالي حول خفض الفائدة ستدفع المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من الذهب.
- زيادة الطلب العالمي على المعادن الثمينة وسط تقلبات الأسواق المالية قد تدفع الأسعار لمستويات تاريخية جديدة.
ويستفيد الذهب حاليًا من تراجع الدولار والتوقعات بخفض الفائدة، مما يدفعه إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة. ومع استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي وعدم وضوح رؤية الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته النقدية، فإن الأسواق تترقب المزيد من المكاسب المحتملة للذهب في المستقبل القريب.