مشاعر الفرح تختلط باليأس بين سكان غزة العائدين إلى الشمال
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه للمرة الأولى منذ أكثر من عام، وصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، وسط مشاعر يمتزج فيها الفرح واليأس.
وأضافت الصحيفة، الثلاثاء، "أن الفلسطينيين اجتمعوا في مختلف أنحاء مدينة غزة مع أفراد أسرهم الذين ظلوا في شمال القطاع أثناء الحرب، غير أن العودة إلى الديار كانت صادمة ومحزنة أيضا، فقد دمرت حملة القصف الإسرائيلية أحياء برمتها، وحولتها إلى أكوام من الأنقاض يصعب التعرف عليها".
ونسبت الصحيفة إلى رجب السنداوي -49 عاما - وهو بائع ملابس مستعملة من مدينة غزة سافر إلى رفح ودير البلح والنصيرات بعد مغادرة الشمال قوله: "لقد غمرتنا الفرحة ــ لقد وصلنا أخيرا إلى حيّنا بالقرب من الأصدقاء والعائلة بعد عام من العيش على الرصيف والرمال. ولكن منزلنا اختفى ونشعر وكأن مستقبلنا انتهى أيضا".
وأشارت إلى أن العودة الجماعية إلى شمال غزة بدأت بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من طريق غزة الساحلي أمس الاثنين بموجب شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأعلن البيت الأبيض أن الهدنة سوف تمتد حتى 18 فبراير.
وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة إلى الجنوب في بداية الهجوم العسكري الإسرائيلي حيث عاشوا لمدة 16 شهرا تقريبا، في خيام وملاجئ مؤقتة ومدارس ومنازل الأصدقاء والأقارب.
وقال السنداوي إنه بينما كان يسير لمدة خمس ساعات يوم الاثنين من النصيرات في وسط القطاع إلى مدينة غزة، مر بمبنى مدمر يلو الآخر، مما جعله يتساءل عن المدة التي قد تستغرقها غزة لإعادة البناء، مضيفا "المدينة بأكملها مدمرة .. سوف تمر سنوات قبل أن نستعيد منزلنا".
وأوضحت الصحيفة أن شمال غزة كانت واحدة من الأماكن في الجيب الساحلي الأكثر تضررا خلال الحرب، وألحقت القوات الإسرائيلية أضرارا جسيمة بمجمعات الشقق والمستشفيات والمدارس.
من جانبها، قالت سماحة حمد، وزيرة التنمية الاجتماعية في السلطة الفلسطينية والتي شاركت في جهود السلطة الفلسطينية لإرسال الإغاثة إلى القطاع، إن عشرات الآلاف من الخيام تنتظر موافقة إسرائيل لدخول غزة .. وفي حين أن السلطة، التي تتخذ من الضفة الغربية المحتلة مقرا لها، لا تسيطر على غزة، إلا أن لديها بعض الموظفين النشطين هناك.
وأضافت الوزيرة الفلسطينية "يجب أن تصل هذه الخيام إلى الناس على الفور".
وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، التي عملت كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار مع مصر، في تصريح للصحفيين-: إن هناك تحديات تتعلق بنوع الإغاثة التي تدخل غزة، مؤكدا أن دخول المساعدات ليس بالأمر السهل.