رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ندوة «الأمن القومي للدولة» بمعرض الكتاب: الاتحاد السبيل الوحيد لإفشال مخطط أزمات الوطن العربي

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد الخبراء المشاركون في ندوة "الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات" أن ما يشهده الوطن العربي من أزمات ليس وليد الصدفة، وإنما جراء مخطط لن يتم إفشاله سوى بالاتحاد، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطاباته، وأن الأمن القومي المصري والعربي لا ينفصلان عن بعضهما البعض.. محذرين من الحروب النفسية الحديثة واستهداف حالة الوعي الجماعي.
 

وأوضح مساعد مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية اللواء أركان حرب دكتور محمد الدسوقي سيد الأهل، خلال الندوة التي انعقدت اليوم الثلاثاء، على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بمناسبة إطلاقه كتابه "الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات"، أن مفهوم الأمن القومي يرتبط بالتنمية الشاملة، وهما وجهان لعملة واحدة.. مشيرا إلى أن التعريف الشامل للأمن القومي هو اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير التي تواجه المخاطر التي تواجه الدولة في جميع المجالات سواء داخلية أو خارجية.
 

وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أضاف إشارة جديدة في مفهوم تعريف الأمن القومي، وهي حتمية التعاون الدولي لتحقيق الأمن القومي؛ فلا تستطيع دولة بمفردها أن تحقق أمنها القومي؛ لأن تحقيق أمن كل دولة يبدأ بالأمن الوطني والقومي، ثم الأمن الإقليمي والدولي.
 

وأضاف مساعد مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أن كتابه يستند إلى محورين الأول هو تناول مفهوم الأمن القومي بشكل نظري، أما المحور الثاني فيتناول بشكل موضوعي أبرز المتغيرات على الساحة الدولية، وآثارها على المستوىين الإقليمي والوطني، فضلا عن ما يحاك من مخططات ومؤامرات تستهدف الأمن القومي العربي والمصري.
 

كما نوه بالفرق بين مصطلحي "المخاطر" و"التهديدات".. موضحا أن المخاطر هي كل تهديد لم يتبلور بعد، وهو يمثل إنذارا، وحينما يتبلور يصبح تهديدا ويأخذ أشكالا مختلفة سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني أو الاجتماعي.
 

ولفت إلى أن تعريف مفهوم "التحدي" هو أي شىء يعوق تحقيق التنمية الشاملة للدولة.. مشيرا إلى أن القيادة القيادة المصرية تسعى دوما إلى تحقيق المعادلة الصعبة لأي قيادة وهي تحقيق متطلبات التنمية الشاملة مع متطلبات الأمن القومي .
 

وتابع إن فكرة "المؤامرة" على المنطقة العربية ليست حديثة، وإنما قديمة، وهي من سنن البشر، فالمؤامرات تحاك ضد جميع الدول، وليست على الدول العربية فقط، مضيفا أن الدول المتقدمة هي تلك التي تعي دروس التاريخ جيدا، وتستلهم منه نقاط القوة والضعف قبل أن تبدأ في مرحلة التخطيط.. مؤكدا أن ما يحدث في الوطن العربي من أزمات وتطورات ليست وليدة صدفة، وإنما جراء مخطط لن يتم إفشاله سوى بالاتحاد مثلما قال الرئيس السيسي "الاتحاد قوة".. واصفا تماسك القدرة الاجتماعية للدولة المصرية.
 

وأشار مساعد مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية اللواء أركان حرب دكتور محمد الدسوقي إلى الأدوات الجديدة الخفية المستخدمة في الحروب الحديثة وتختلف عن حروب الجيل الأول والتاني والثالث والرابع، وتستهدف إخضاع الدول عبر أدوات الثقافة والفن والترويج لأفكار ومعتقدات من شأنها أن التأثير على الهوية الدينية المصرية العربية الشرق أوسطية. 
 

واستطرد قائلا :"يتم استغلال الثقافة ووسائل التواصل الاجتماعي كقوى ناعمة لبث أخبار مكذوبة لمحاولة توجيه الرأي العالم".. مشيرا إلى أن خطورة استخدام القوى الناعمة مثل الحروب السيبرانية على سبيل المثال، تتمثل في عدم تحديد هوية المهاجم مثل الحروب التقليدية.. لافتا إلى أن الحرب النفسية لها أدوات لاستهداف الدول لتحقيق أهداف وزرع حالة من الإحباط، ثم حرب الشائعات واستهداف لرموز الدولة والأسر والجهاز الإداري للدولة ورجال الدين".
 

من جانبه، أكد المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، اللواء عادل العمدة، أن الأمن القومي المصري والعربي لا ينفصلان عن بعضهما البعض.. مشيرا إلى أهمية إعلاء المصالح القومية على المصالح الذاتية.
 

وأضاف أن حالة الوعي باتت المستهدف الأول في الحروب الحديثة، حيث يسعى العدو دوما إلى مواجهة مصر بالشق المعنوي وباستخدام القوى الناعمة، وليس بالشق العسكري لأنه لا يستطيع مجابهة مصر في ذلك.
 

ونوه بأن ربط مفاهيم الأمن القومي بعناصر قوى الدولة الشاملة والمتغيرات الإقليمية والدولية يفرز مجموعة من التحديات والمخاطر المستحدثة والتهديدات الممنهجة في جميع الاتجاهات والمجالات.
 

في السياق ذاته، أكد رئيس تحرير مجلة "الأهرام العربي" الكاتب الصحفي جمال الكشكي أن الدولة المصرية استطاعت أن تجتاز بنجاح فترات عصيبة كان مخطط أن يتم الإجهاز عليها منذ عام 2011، مشيرا إلى أن هناك العديد من الكواليس لم يتم الكشف عنها بعد، ولابد أن يتقاسم الشعب المصري عبء الحفاظ على وجود ومقدرات هذه الأمة.
 

وأضاف أن الحفاظ على الخريطة العربية هو المفتاح للعبور إلى بر الأمان.. معربا عن الفخر والاعتزاز بموقف القيادة المصرية بالتعامل مع مخاطر الأمن القومي في العديد من الجبهات.
 

وأشار إلى أن التحديات والأخطار وصلت لمرحلة التهديد، بحيث لا يمكن فصل ما يحدث في الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا والسودان وليبيا عن الأمن القومي المصري.
 

واستطرد قائلا إنه لابد من الارتكاز على الأمن القومي العربي وسط الصراعات المشتعلة بشكل كبير، وهو ما سلط عليه الضوء بشكل كبير كتاب "الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات" لمؤلفه مساعد مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية اللواء أركان حرب دكتور محمد الدسوقي سيد الأهل.