قلق أوروبي بشأن سياسيات ترامب الاقتصادية

أعرب مستثمرون ومسؤولون أوروبيون، اليوم، عن قلقهم الشديد حيال الوضع الأوروبي في مقابل السياسات التي يتبناها الرئيس الأمريكي تحت شعار "أمريكا أولاً".
 

وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن خطط ترامب لتخفيف القيود التنظيمية وخفض الضرائب فجرت حالة من الحماسة الزائدة بين العديد من المديرين التنفيذيين الأمريكيين المشاركين في "منتدى دافوس الاقتصادي العالمي" هذا الأسبوع، فيما أنهى مؤشر "ستاندرد أند بورز" في بورصة "وول ستريت" تعاملات الأربعاء ملامساً لمستوى قياسي جديد.
 

إلا أن الوضع بالنسبة لأوروبا يبدو مغايراً وأكثر تشاؤماً وقلقاً، دفعت أحد مديري البنوك الأمريكية الكبرى إلى التحذير من بلوغ "ذروة التشاؤم" بالنسبة للقارة الأوروبية.
 

وأدت تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية على أوروبا إلى تعقيد المخاوف وتشابكها بالنسبة لأوروبا داخل نفوس المديرين التنفيذيين والسياسيين الأوروبين في التجمع العالمي الذي تستضيفه سويسرا، وقد حذروا من أن ارتفاع موجة مد الاقتصاد الأمريكي ربما تفشل في تعزيز المشاعر على الجانب الآخر من الأطلنطي.
 

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، إنه ليس تشاؤماً أن تقول إن أوروبا تواجه "أزمة وجودية". فعلى الأوروبيين أن يكونوا واقعيين، بينما هناك لاعب كبير مهم في الاقتصاد العالمي يرتب الأشياء بطريقة مختلفة تهدد بعض الشركاء واللاعبين الذين كانت هذه الدولة تعتاد على التعامل معها.
 

كانت توقعات صندوق النقد الدولي التي صدرت هذا الشهر، بينت صعودا حادا لأفاق الاقتصاد الأمريكي خلال العام الجاري متوقعة نموه بنسبة 2.7 في المائة، وهو ما يتجاوز معدل النمو في منطقة اليورو الذي يتوقع أن يقف عند 1.5 في المائة.
 

وفي الوقت نفسه، فإن ألمانيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، لاتزال تعاني للعام الثاني على التوالي انكماشاً في اقتصادها، ويتوقع نموه بنسبة 0.3 في المائة فقط خلال العام الجاري.
 

وفي الوقت نفسه، حققت الولايات المتحدة حصة قياسية في استئثارها للمشروعات الاستثمارية الجديدة العابرة للحدود خلال الأشهر الاثنى عشر الأخيرة حتى نوفمبر الماضي، حسبما أشارت تقارير "أسواق الاستثمارات الأجنبية المباشرة"، لصحيفة "فاينانشيال تايمز". 
 

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن أكثر المخاطر التي يمكن أن تواجه الولايات المتحدة أن تتوقف أجندة ترامب وتصطدم بارتفاع معدلات التضخم، الأمر الذي سيمنع مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأمريكي) من الإقدام على خفض معدلات الفائدة الرئيسي في الولايات المتحدة. 
 

وحذر "صندوق النقد الدولي" من مخاطر ارتفاع الأسعار إذا بالغ ترامب في دفع الاقتصاد الأمريكي في وقت يحد فيه من جانب المعروض في الاقتصاد من خلال حملته الضارية على الهجرة غير الشرعية. 
 

وأمام "منتدى دافوس الاقتصادي العالمي"، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتعين عليهما التفاوض للحفاظ على العلاقات التجارية، وسلطت الضوء على حجم التبادل التجاري بينهما الذي يبلع 1.5 تريليون دولار، واستثمارات هائلة عابرة للأطلنطي، مؤكدة "أن هناك الكثير على المحك لكلا الجانبين".