افتتاح 120 كُتابًا لتحفيظ القرآن للأطفال بالإسكندرية
أعلنت مديرية أوقاف الإسكندرية عن إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى إعادة إحياء الكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال والنشء، حيث تم افتتاح 120 كُتّابًا داخل المساجد، تستهدف الفئة العمرية من ثلاث سنوات فما فوق. تأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز القيم الدينية، وتأسيس جيل جديد يترسخ في قيم القرآن الكريم وتعاليمه الوسطية.
وتعد عودة الكتاتيب في الإسكندرية خطوة هامة نحو بناء أجيال جديدة تملك وعيًا دينيًا وثقافيًا عميقًا. المبادرة تُعد جزءًا من استراتيجية أوسع تعمل على إحياء التراث الديني مع مراعاة التحديات المعاصرة، من أجل إعداد طفل مصري متوازن أخلاقيًا وفكريًا، ويواكب تطورات العصر بكل كفاءة واقتدار.
تسعى مديرية أوقاف الإسكندرية من خلال هذا المشروع إلى إعادة الدور التربوي والديني للمساجد في مواجهة التحديات المعاصرة التي تؤثر في النشء. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن عودة الكتاتيب تأتي في إطار المبادرة الرائدة التي أطلقها وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، والتي تتماشى مع رؤية الدولة في تنمية طفل مصري متوازن من جميع النواحي، سواء عقلًا أو جسدًا أو فكرًا.
وأضاف قبيصي أن الهدف من العودة إلى نظام الكتاتيب هو ربط النشء بكتاب الله من خلال الحفظ والتفسير والفهم العميق لآيات القرآن الكريم، وهو ما يسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية السمحة. كما أكد على أهمية دور القرآن في توسيع مدارك الأطفال وتنمية قدراتهم الفكرية منذ الصغر.
أوضح قبيصي أن المديرية قامت بالفعل بتنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة، والتي تشمل افتتاح 120 كُتّابًا لتحفيظ القرآن الكريم. وقد تم اعتماد 27 كُتّابًا رسميًا بعد استيفاء جميع الاشتراطات اللازمة. كما يجري العمل على استكمال إجراءات اعتماد باقي الكتاتيب قريبًا. وأشار إلى أن المديرية تهدف إلى إعطاء الفرصة لكل إمام في الإسكندرية ليكون مسؤولًا عن كتاب، بالتوازي مع عدد الأئمة في المحافظة الذي يصل إلى نحو ألف إمام.
تحدث قبيصي عن الفرق بين دور تحفيظ القرآن التي تديرها بعض الأفراد والكتاتيب التابعة لوزارة الأوقاف. أوضح أن دور التحفيظ تعتمد في معظمها على جهود فردية ولا تخضع لإشراف رسمي، بينما الكتاتيب التابعة للوزارة تُقام داخل المساجد تحت إشراف نخبة من الأئمة والعلماء، حيث يتم اتباع منهجية دقيقة تسهم في تعزيز الفهم السليم للقرآن الكريم مع مراعاة القيم الأخلاقية.
أوضح قبيصي أن الكتاتيب تعتمد على منهج تحفيظ القرآن الكريم منذ سن مبكرة، حيث يُدرّب الأطفال على تلاوة القرآن بشكل صحيح وأساليب تجويد دقيقة. كما يتم التركيز على تفسير القرآن بطريقة مبسطة تتناسب مع أعمار الأطفال، مع الرد على استفساراتهم بما يتوافق مع فهمهم. وأكد قبيصي أن الأئمة في الكتاتيب يولون اهتمامًا خاصًا بالنشء، بهدف رفع وعيهم الديني وتعزيز فهمهم لقيم الدين الوسطية.
يأتي دور وزارة الأوقاف في محاربة الأفكار المتطرفة من خلال الحملات التوعوية والتثقيفية الموجهة للأطفال والشباب، حيث تركز المبادرات على توعية النشء بمخاطر الإنترنت والفضاء المفتوح الذي يحتوي على أفكار قد تهدد استقرار المجتمع. وأشار قبيصي إلى أن الوزارة لا تقتصر على محاربة الأفكار المتطرفة فقط، بل تهتم أيضًا بتنمية مهارات الأطفال من خلال برامج ترفيهية وتثقيفية تهدف إلى اكتشاف وتنمية مواهبهم.