الدولار يرتفع وأسهم آسيا تقلص مكاسبها بعد إعلان خطط ترامب
ارتفع الدولار بينما قلّصت الأسهم الآسيوية مكاسبها المبكرة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يعتزم فرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا اعتباراً من الشهر المقبل، وهي خطوة سبق أن هدد بها خلال حملته الانتخابية.
سجّلت العملة الأمريكية مكاسب أمام جميع نظرائها من مجموعة العشر باستثناء الين الياباني، كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد تصريحات ترامب حول خططه لفرض رسوم تصل إلى 25% على المكسيك وكندا بحلول الأول من فبراير. في المقابل، شهدت الأسواق الصينية تقلبات حادة بعدما قرر ترمب عدم الإعلان عن أي رسوم جديدة على الصين في أول أيام توليه منصبه، فيما استقرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية دون تغيير يُذكر.
جاءت هذه التوترات في الأسواق الآسيوية بعد أن سجلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية مكاسب يوم الاثنين، مع تلميحات ترامب بأنه لن يفرض رسوم جمركية جديدة فوراً عبر أوامر تنفيذية. ووفقاً لتقرير وول ستريت جورنال، يخطط الرئيس لإصدار مذكرة شاملة توجه الوكالات الفيدرالية لدراسة السياسات التجارية الحالية والعلاقات مع كل من الصين وكندا والمكسيك.
ترامب يعيد التهديد بالرسوم.. والمستثمرون يترقبون تأثير السياسات التجارية
قالت شاروتشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس" في سنغافورة: "كما كان متوقعاً، لم تدم فترة التهدئة بشأن الرسوم طويلاً، حيث تشير أحدث التقارير إلى أن الرسوم قد تم تأجيلها ولكن لم يتم إلغاؤها". وأضافت: "يبدو أن التركيز ينصب حالياً على كندا والمكسيك، بينما تبقى آمال التفاوض قائمة مع الصين، ما يشير إلى احتمال استمرار دعم الأسواق الصينية."
تراجعت العملة الكندية والمكسيكية بنسبة 1.4% بعد تهديدات ترامب بفرض الرسوم، في حين ارتفع مؤشر بلومبرج للدولار بنسبة 0.7%، بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1.1% يوم الاثنين. كما هبط العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 8 نقاط أساس ليصل إلى 4.54%.
ويترقب المستثمرون بحذر أولى الأوامر التنفيذية الصادرة من البيت الأبيض، بعد تعهد ترامب بتطبيق أجندة "أمريكا أولاً" بسرعة. ومنذ فوزه في انتخابات نوفمبر، شهدت الأسواق العالمية اضطرابات واسعة، بدءاً من الدولار الأسترالي وحتى الأسهم الأوروبية، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية واسعة النطاق إلى زيادة التوترات التجارية العالمية. في الوقت نفسه، سجل الدولار ارتفاعاً مع تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى موقف أكثر حذراً بشأن تخفيف السياسة النقدية.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "نفكر في فرض رسوم بنسبة 25% على المكسيك وكندا لأنهما يسمحان بدخول أعداد هائلة من الأشخاص" إلى الولايات المتحدة. وأضاف: "أعتقد أننا سنقوم بذلك في الأول من فبراير."
الين يرتفع.. وترامب يوجه إدارته لمراجعة الممارسات التجارية العالمية
حقق الين مكاسب متجاوزاً ضعف أداء العملات الآسيوية الأخرى، حيث قام المتداولون بتهيئة مراكزهم لاحتمال رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر يوم الجمعة.
من جانبه، امتنع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الإعلان عن رسوم جمركية جديدة تستهدف الصين في أول أيام ولايته الثانية، واكتفى بإصدار توجيهات لإدارته لمعالجة الممارسات التجارية غير العادلة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى فتح تحقيق بشأن مدى التزام بكين بالاتفاقيات التي تم توقيعها خلال ولايته الأولى.
وقال جون رونغ ييب، محلل الأسواق في IG Asia Pte: "مع تثبيت نسبة 25% كنقطة انطلاق، ستبدأ الأسواق دون شك في القلق بشأن إمكانية فرض رسوم أعلى على الصين، التي قد تكون الهدف التالي في أجندة ترامب التجارية". وأضاف: "بالنظر إلى المستقبل، يمكننا توقع فرض الرسوم مع بعض 'الحدة والصرامة'، لكن الظروف الحالية قد تفضل نهجاً أكثر تفاعلية بدلاً من نهج استباقي".
في أسواق السلع، تراجعت أسعار النفط مع استيعاب المستثمرين لسلسلة من التعهدات والأوامر التنفيذية الصادرة عن ترامب، والتي تشمل خططاً لتعزيز الإنتاج المحلي. كما واصلت "بتكوين" انخفاضها لليوم الرابع على التوالي.
تداعيات تنصيب ترمب وتأثيراته المحتملة على الأسواق
قدم عدد من المحللين خلال جلسة التداول الآسيوية آرائهم حول تأثير تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنصبه، وسط توقعات بزيادة الرسوم الجمركية على الصين وارتفاع التوترات التجارية.
كينجر لاو، كبير استراتيجيي الأسهم الصينية في "جولدمان ساكس":
"توقعاتنا الأساسية تشير إلى أن الولايات المتحدة سترفع الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 20 نقطة مئوية، ولكن توقيت التنفيذ لا يزال غير مؤكد. نعتقد أن الصين قادرة على استيعاب هذا التأثير، وستتخذ الحكومة خطوات إيجابية لتخفيف الضغوط الخارجية وتعزيز الانتعاش الاقتصادي من خلال تحويل التركيز من الطلب الخارجي إلى الطلب المحلي."
فيونا ليم، كبيرة استراتيجيي العملات في "مالايان بانكينج":
"علينا مراقبة كيفية تفاوض ترامب مع الصين وردة فعل الرئيس شي جين بينغ. أي مؤشر على تصاعد السياسات التجارية المتوترة سيؤثر سلباً على اليوان. وإذا استمرت المفاوضات لفترة طويلة، فقد يكون الانخفاض في اليوان تدريجياً لكنه قد يستمر لفترة أطول."
فيليب مكنيكولاس، استراتيجي السندات السيادية الآسيوية في "روبيكو سنغافورة":
"الصين أصبحت الهدف التالي المحتمل للرسوم الجمركية، ما قد يزيد من الضغوط التصاعدية على سعر الدولار مقابل اليوان الخارجي. أخبار الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك أعادت قوة الدولار، مما يعيد الأسواق إلى أجواء 2016-2020. ينبغي على السوق تذكر استراتيجيات التعامل السابقة، حيث كانت التقلبات العالية السمة السائدة."
الأحداث الاقتصادية الرئيسية لهذا الأسبوع:
الثلاثاء:
بيانات مطالبات البطالة ونسبة البطالة في المملكة المتحدة.
مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في كندا.
الأربعاء:
خطاب لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد ومسؤولين آخرين في منتدى دافوس.
الخميس:
الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية.
مؤشر ثقة المستهلك في منطقة اليورو.
مشاركة ترمب في المنتدى الاقتصادي العالمي عبر جلسة حوارية عبر الإنترنت.
الجمعة:
بيانات التضخم وقرار الفائدة في اليابان.
مؤشرات مديري المشتريات (PMIs) في الهند، منطقة اليورو، والمملكة المتحدة.
كلمات لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد والرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك" لاري فينك في دافوس.