الغذاء والدواء الأمريكية تحظر الصبغة الحمراء رقم 3 لتلوين الأغذية والأدوية لارتباطها بالسرطان
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قرارًا بحظر استخدام الصبغة الحمراء رقم 3 في الأغذية والمشروبات والأدوية المتناولة داخل الولايات المتحدة، استجابة لمخاوف صحية مرتبطة بارتباطها بالسرطان في التجارب الحيوانية.
القرار جاء بعد أكثر من 30 عامًا من الدراسات التي أثبتت تسبب الصبغة، المعروفة كيميائيًا باسم "إريثروسين"، في الإصابة بالسرطان عند الحيوانات.
ومنحت الإدارة الشركات المصنعة مهلة حتى يناير 2027 لإزالة الصبغة من منتجاتها الغذائية، وحتى يناير 2028 لتعديل مكونات الأدوية المتناولة، وفقًا لـ"سي إن إن".
رغم أن إدارة الغذاء والدواء حظرت استخدام الصبغة في مستحضرات التجميل والأدوية الموضعية منذ عام 1990، إلا أنها استمرت في السماح بها في الأغذية بحجة أن آليات التسبب في السرطان لدى الفئران لا تحدث لدى البشر.
لكن القرار الجديد يمثل استجابة لضغوط منظمات المجتمع المدني والتشريعات المحلية، مثل قانون ولاية كاليفورنيا الذي سبقت حظر الصبغة في أكتوبر 2023.
وقال الدكتور جيرولد ماندي، أستاذ التغذية بجامعة هارفارد، إن القرار "تأخر طويلًا" لكنه يعد "خطوة في الاتجاه الصحيح".
واعتبر كين كوك، رئيس مجموعة العمل البيئي، القرار "انتصارًا كبيرًا لصحة المستهلكين"، مشيرًا إلى جهود ناشطين قادوا المعركة لعقود.
تعمل العديد من الشركات بالفعل على استبدال الصبغة الحمراء رقم 3 ببدائل أكثر أمانًا، مثل الصبغة الحمراء رقم 40، التي لم تثبت علاقتها المباشرة بالسرطان، مع ذلك، تواجه هذه البدائل أيضًا قيودًا في بعض الولايات بسبب مخاوف صحية أخرى.
ودعت إدارة الغذاء والدواء المستهلكين للتحقق من قوائم المكونات لتجنب الصبغات الضارة، كما أوصى مركز العلوم في المصلحة العامة بتقليل استهلاك الأغذية المصنعة والمشروبات الغنية بالصبغات الاصطناعية للحفاظ على الصحة.
يشير هذا القرار إلى تحول في نهج إدارة الغذاء والدواء نحو تبني سياسات أكثر حزمًا لحماية المستهلكين، مع دعوات لتكثيف الأبحاث حول تأثير المواد المضافة على الصحة العامة، خاصة بين الأطفال.
تأتي هذه الخطوة لتقرب الولايات المتحدة من معايير الاتحاد الأوروبي، الذي سبق أن حظر الصبغة في معظم المنتجات منذ عام 1994، ما يعكس تحولًا عالميًا نحو تعزيز سلامة الأغذية.