مفتي الجمهورية: التداوي والأخذ بأسباب العافية واجب شرعي
قال المفتي رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور نظير محمد عياد، إنه يدخل في حفظ النفس كلُّ ما يعد حفظًا للجسد البشري وبكلِّ وسيلةٍ تؤدي لذلك، مشيرًا إلى أن التداوي والأخذ بأسباب العافية واجب شرعي.
وأضاف الدكتور نظير محمد عياد -خلال مشاركته كضيف شرف في مؤتمر كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر الشريف، والذي يعقد برعاية الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، من اليوم /الأربعاء/ وحتى بعد غد، تحت شعار "ماضٍ عريق وحاضر رائد ومستقبل مشرق"- أن النصوص الشرعية جاءت بالحثّ على التداوي والأخذ بأسباب العافية، وأن الشرع الشريف قد أرشد إلى الرجوع في التداوي من الأمراض إلى الأطباء؛ لأنهم أهل الذكر والتخصص في هذا.
وأكد فضيلته في المحور الثاني الذي تناول أهمية الزكاة في الإسلام أنها ركن من أركانه، وقد جمع الله تعالى بينها وبين الصلاة في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، موضحًا أن من معاني وفلسفة تشريع الزكاة في الإسلام أنها شرعت لمعانٍ وحكم كثيرة، منها شكر الله تعالى على نعمة المال، وكفاية الفقراء والمحتاجين في قوام حياتهم، وتطهير النفس من داء الشح والبخل، وتعويد المؤمن على البذل والعطاء.
وأوضح أن الزكاة واجبة على كل مسلم حرٍّ، مالكٍ للنصاب، وحال على هذا النصاب الحول، وكان هذا المال فائضًا عن حاجته وحاجة من يعول.
وفي خصوص زكاة المنشآت الطبية والمعاملات المالية في عيادات الأسنان أوضح فضيلته أن الأصول الثابتة ومنها الأجهزة الطبية ونحوها التي تعد من آلات الحرفة لا زكاة عليها كما قرره الفقهاء، وكذلك المستهلكات ما لا يبقى أثره الظاهر بعد الإجراء الطبي، أما ما يبقى أثره بعد الإجراء الطبي وكذلك المنتجات المعملية مثل التركيبات ونحوها، فأكد فضيلته أنها تعامل معاملة عروض التجارة، فيقوَّم ما كان موجودًا منها في نهاية الحول مع ضم ما يكون من الأموال السائلة (النقود)، بحيث إذا كَمُل بمجموعهما النصابُ يزكيهما معًا زكاةً واحدةً؛ لأنَّ زكاةَ التِّجَارةِ إنما تتعلق بالقيمة، فكانت مع النقود كالجنس الواحد.
وأوضح فضيلته أنه يحتسب ما يوجد مما يدخل في عروض التجارة في العيادة عند نهاية الحول وتقدر قيمته، ويضم إلى الأموال النقدية الأخرى التي حال عليها الحول، فإذا بلغ هذا -بعد خصم الديون- نصابًا (وهو ما قيمته 85 جراما من الذهب عيار 21)، يخرج عن الجميع بواقع 2.5%.
وشهد المؤتمر تكريم فضيلة المفتي تقديرًا لدوره في خدمة القضايا الدينية والعلمية؛ حيث أهدى رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور وائل المهندس فضيلتَه درعَ كلية طب الأسنان جامعة الأزهر، كما تلقى فضيلته درعًا مقدمًا من الأكاديمية الشريكة في رعاية المؤتمر من دولة تركيا meet academy قدمته نائب رئيس جامعة إسطنبول.