انخفاض حاد بأسهم شركات التأمين الأمريكية بعد حرائق الغابات في لوس أنجلوس
شهدت أسهم شركات التأمين الأمريكية تراجعًا كبيرًا مع اندلاع حرائق الغابات في مدينة لوس أنجلوس، التي تعتبر من بين أكثر حرائق الغابات تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا. وتسبب هذا الحريق في دمار واسع النطاق، حيث دُمرت آلاف المباني، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل. في الوقت ذاته، ما زال رجال الإطفاء يبذلون جهدًا كبيرًا لمحاولة احتواء الحريق.
الخسائر في أسهم شركات التأمين
أشار تقرير شبكة "ياهو فاينانس" الأمريكية إلى أن أسهم شركات التأمين والمرافق التي تتعامل مع ولاية كاليفورنيا تعرضت لضربة قوية، ما أدى إلى خسائر فادحة. وكانت شركة "ميركوري"، المتخصصة في التكنولوجيا المالية، من أبرز الشركات المتضررة، حيث انخفض سهمها بنسبة نحو 20٪. تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من خمس أقساط التأمين على أصحاب المنازل التي تجمعها الشركة تأتي من ولاية كاليفورنيا، مما جعلها أكثر عرضة لتأثيرات هذه الكارثة.
من جانب آخر، تراجعت أسهم شركات التأمين الأمريكية الأخرى مثل "أول ستيت" بنسبة 5.6٪، و"ترافيلرز" بنسبة 4.3٪، و"تشوب" بنسبة 3.4٪، بينما انخفض سهم شركة "إيه آى جي" بأكثر من 1٪.
التحديات التي تواجه شركات التأمين في ظل تغير المناخ
تأتي هذه الخسائر في الوقت الذي تحاول فيه ولاية كاليفورنيا جذب شركات التأمين للعودة للعمل في الولاية، وسط تزايد وتيرة حرائق الغابات التي أصبحت أكثر تكرارًا وكثافة نتيجة لتغير المناخ. وقد أظهرت الأرقام تزايد حجم الخسائر، حيث تواجه شركات التأمين تحديات كبيرة في التعامل مع الأضرار التي تسببت بها هذه الحرائق.
خسائر شركات المرافق العامة
في نفس السياق، تعرضت شركة "باسيفيك غاز آند إلكتريك"، التي تخدم شمال كاليفورنيا، لخسارة كبيرة بلغت حوالي 11٪ في أسهمها. وواجهت الشركة دعاوى قانونية تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار لدورها المحتمل في حرائق الغابات السابقة. نتيجة لذلك، قدمت الشركة طلب إفلاس، وهو ما وصف بأنه أول إفلاس مرتبط بتغير المناخ.
كما شهدت أسهم شركة "إديسون إنترناشيونال"، التي تخدم منطقة لوس أنجلوس، انخفاضًا بنسبة 19٪. وصرحت الشركة بأنها لا تتحمل مسؤولية إشعال الحرائق الحالية، لكنها أكدت أن أية مسؤولية قد تُثبت عليها ستكلفها نحو 4 مليارات دولار، بحسب تقديرات محللي التأمين في بنك "جي بي مورجان".
انقطاع الكهرباء وتوقعات الخسائر
وفيما يتعلق بالأضرار الأخرى، يواجه نحو 246 ألف مواطن في كاليفورنيا انقطاعًا في الكهرباء نتيجة لقطع شركة "ساوثرن كاليفورنيا إديسون" للكهرباء، وهو إجراء وقائي لتجنب انتشار حرائق الغابات. ومن المتوقع أن تصل الخسائر المؤمن عليها إلى مليارات الدولارات نظرًا للقيمة المرتفعة للمنازل والشركات في المناطق المتضررة.
ويؤكد المحللون في وكالة "موديز" أن تحديد حجم الأضرار المؤمن عليها قد يستغرق أسابيع أو أشهر، لكن من المحتمل أن تكون حرائق الغابات في لوس أنجلوس واحدة من أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.
وتواجه شركات التأمين والمرافق الأمريكية تحديات مالية ضخمة بسبب حرائق الغابات في لوس أنجلوس، ومن المرجح أن تستمر الخسائر المالية لفترة طويلة. مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، يتوقع المحللون أن تتواصل هذه الأزمات وتزيد من تكلفة التأمين في المستقبل.
